بالصور.. هذه حلب الشهباء التي دمرت الحرب تاريخها العريق
  • Posted on

بالصور.. هذه حلب الشهباء التي دمرت الحرب تاريخها العريق

تجسد كل منطقة في حلب المعنى الحقيقي لمدن الشرق بضواحيها وأسواقها الشرقية، والبازارات والمطاعم التراثية الراقية داخل حلب القديمة، ويزخر كل ركن من أرجائها بآثار تعود لحقب تاريخية متعاقبة شاهدة عليها. وتعد "مدينة الشهباء"، أكثر المدن الغنية بالمواقع الأثرية التي تعود لحضارات تعد من أقدم الحضارات في العالم، منها الأكاديين والبابليين والآراميين والرومان والعرب وغيرهم، وبهذا فهي تعتبر أقدم مدينة في العالم والتي يرجع عمرها إلى العام 12200 قبل الميلاد. "حلب" هي أكبر مدن سوريا وأكثرها كثافة سكانية، فضلا عن مركزها المتميز كعاصمة اقتصادية لسوريا وأحد أبرز مراكز التجارة والحضارة والثقافة الشرقية. وفي هذا التقرير نرصد أهم هذه المواقع الأثرية والتاريخية التي اشتهرت بها حلب على مر التاريخ، والتي للأسف ضاع منها الكثير بعد القصف المستمر على حلب خلال السنوات الماضية: [foogallery id="279434"] 1- قلعة حلب: تعد من أكبر وأقدم القلاع في العالم، وكانت قصر محصن يعود إلى العصور الوسطى والتي حاولت العديد من الحضارات أن تحتلها بما فيها الإغريق والبيزنطيين والمماليك والأيوبيين.  وتقع القلعة في قلب المدينة وكانت تحلق المدينة على رابية أو تل عالي، وبذلك فهي كانت تشرف على المدينة من جميع جهاتها، ولهذا كانت المكان الأكثر أمنا لإقامة المقر الحكومي المحصن لمدينة حلب عبر تاريخها الطويل. وبنا القلعة الإسكندر المقدوني ولكن يعود تاريخ بناء أهم أقسام القلعة إلى عصر الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي، الذي حصن مدخلها وبنا على سفحها جدارا، وحفر حولها الخندق، وشيد في داخلها مسجدا وعددا من القصور، وفي عام 1986 أدرجتها منظمة اليونسكو على لائحة مواقع التراث العالمي. 2- سيروس النبي هوري: يرتاد منطقة النبي هوري، مئات المصطافين أسبوعيا من أهالي المنطقة العربية ومدينة حلب، وكانت وجهة معروفة ومميزة لفرق السياحة الأجنبية التي كانت تأتي للتعرف على مدينة سيروس وقلعتها وآثارها الرائعة. ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم إلى "هوري" وهو أحد قادة بني داوود، وهناك رواية أخرى تقول أنها تعود لـ"أوريا ابن حنان"، الذي قتل ودفن فيها في الألف الأول قبل الميلاد. ومرت منطقة "سيروس" بأربع فترات تاريخية رئيسية وهي "الفترة اليونانية، والفترة الرومانية، والفترة البيزنطية، وفترة الفتح الإسلامي وما بعده"، ولكن للأسف الشديد، لم يبق من القلعة سوى أجزاء من سورها. 3- الجامع الأموي الكبير: يعد هذا المسجد رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصى، كما أنه واحد من أفخم المساجد الإسلامية، وأحد عجائب الإسلام السبعة، والذي تم تدميره بالكامل بسبب الاعتداءات الغاشمة للقصف. ويعود تاريخ المسجد الأموي إلى 1200 سنة قبل الميلاد، عندما أمر الوليد بن عبد الملك بتشييده في دمشق، لأنه أراد أن يبني مسجدا جامعا ليس له مثيل في الشرق، وتمكن من فعل هذا وبناه بشكل أذهل الجميع، وكساه وزينه بالفسيفساء والمنمنمات والنقوش وأفضل ما زينت به المساجد في تاريخ الإسلام. واحتوى المسجد الأموي على أول مئذنة في الإسلام المسماة مئذنة العروس، وللجامع تاريخ حافل في كافة العصور قبل الإسلام وفي العصر الإسلامي. 4- قلعة نجم: قلعة جسدت الجمال الطبيعي الخلاب والحقيقي الموجود في سوريا، وتحديدا في سهول حلب الشرقية، قلعة نجم الأثرية التي تقع فوق تل بجوار نهر الفرات وتبعد عن مدينة حلب بحوالي 115 كم، وعن مدينة منبج بحوالي 25 كم. فهي تحتل موقع سياحي مهم جدا لأنها تتربع فوق تلة على يسار نهر الفرات وما يحيط بها من الشرفة المطلة على النهر من سهول خضراء يهبها التميز السياحي الرائع، وكانت قد برزت أهميتها التاريخية حصن هام. 5- كهف أو مغارة الديدرية: الكهف المجهول الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه، حين قامت البعثة الأثرية السورية اليابانية المشتركة التي بدأت بنقيباتها فيه عام 1987 حيث اكتشفت على عمق 3 أمتار تحت مستوى سطح الأرض العديد من الأدوات الصوانية العائدة إلى الحضارة اليبرودية التي قامت قبل حوالي 300 ألف سنة. وعثرت على بقايا لهياكل عظمية لثلاثة أطفال نياندرتاليين يعودون إلى فترة الحضارة الموستيرية التي استمرت حوالي 1000 عام، واكتشفت العديد أكثر من خمسين كهف وملجأً أثري، تنتشر في عدد من الوديان التي تقطع الجبل، وكان كهف الديدرية هو الأضخم من بينهم جميعا. والحقيقة أنه لم يكن الكثيرون يعرفون شيئا عن هذا الكهف سوى بعض القرى المجاورة له حيث كان الرعيان يستخدمونه إسطبلا لماشيتهم. 6- سوق حلب القديم: كانت أسواق حلب تعتبر من أجمل أسواق مدن الشرق العربي، وذلك لما تمتاز به من طابع عمراني جميل إذ تتوفر نوافذ النور والهواء فتؤمن جو معتدل لطيف يحمي من حر الصيف ومن أمطار وبرد الشتاء. وتعود أصول أسواق حلب إلى القرن الرابع قبل الميلاد بعد إقامة المحلات التجارية على طرفي الشارع المستقيم الممتد بين القلعة وبباب إنطاكية حالياً وقد أخذت الأسواق شكلها الحالي مطلع الحكم العثماني.  ولذلك كانت تجارة حلب القديمة متمركزة في الأسواق والخانات التي كانت يسميها الحلبيون بالمدينة، وكانت سقوف الأسواق من الحصر و القصب وعندما احترقت عام 1868 أمر الوالي ببنائها مع نوافذ سقفية، والآن فقد اختفت معالم هذا السوق نهائيا. وقد تضرر حوالي 121 مبنى تاريخي في حلب بسبب القصف، وهو ما يقارب 30% إلى 40% من مساحة الملكية الأثرية الخاصة بالتراث العالمي، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 1500 محل تجاري من السوق. بالإضافة إلى قائمة المباني المتضررة وهي حوالي 11 مئذنة، وقاعة للصلاة، والبوابة الرئيسية للمسجد الأموي، كما عانى المسجد وفناؤه وجميع زخارفه الإسلامية من أضرار بالغة بجانب المنطقة المحيطة، كما تم تفكيك المنبر الخشبي وتم نقله إلى مكان مجهول، وذلك وفقا لتقرير منظمة اليونسكو الذي رصد الحجم الإجمالي للخسارة في حلب.