ايموجي ... مشاعرنا الافتراضية هل تنوب عنّا حقًا؟
  • Posted on

ايموجي ... مشاعرنا الافتراضية هل تنوب عنّا حقًا؟

أصل "ايموجي" بدايةً، نشأت الرموز التعبيرية في الهواتف اليابانية المحمولة في آواخر القرن التاسع عشر، وقد اخترع أول رمز تعبيري في اليابان عام 1998 من قبل شيجيتاكا كوريتا، الذي استلهم فكرتها من النشرات الجوية والرّموز المستخدمة لبيان الطقس. بعدها صمم كوريتا  أول 180 "ايموجي" على أساس مراقبته وتفحصه لتعابير ومشاعر البادية على الأفراد من حوله، إضافة إلى الأشياء الموجودة في مدينته. وفي عام 1997، أدرك نيكولاس لوفراني التزايد السريع في استعمال رموز "أسكي"  ASCIفي الأجهزة الخلوية، وبدأ عملية تجريب الوجوه المبتسمة المتحركة، بقصد خلق رموز ملونة تتوافق مع رموز "أسكي". ومن حينها اخترع نيكولاس أول رمز جرافيكي، وأنشأ له قاموسًا الكترونيًّا مقسم إلى  فئات مختلفة؛ المزاج ،أعلام البلدان والاحتفالات والمرح والرياضة والطقس، الحيوانات، والغذاء، والشعوب، والمهن، والكواكب، والأطفال. وقد انتشرت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، منذ إدراجها دولياً في هواتف أيفون من شركة آبل، من ثم سارت على نهجها أنظمة الأندرويد.   العلم وراء "الأيموجي" وفائدته تبيَّن أنه في خلال خمسة شهور من عام 2013، استخدمت "إيموجي" أكثر من 1.7 مليار مرة فقط على موقع تويتر. لكن ما الذي يجذبنا لاستعمال هذه الرموز في محادثاتنا ومرسلاتنا الإلكترونية: 1 - ايموجي تجعلنا أكثر تفاعلاً في حياتنا اليومية، حينما نتواصل مع الآخرين فإننا نستخدم لغة الجسد وتعابير الوجه، للتعبير أو للتفاعل مع الآخرين، غير أن في الحياة الافتراضية تنعدم مقومات التواصل الفيزيائي بين الأفراد، فكانت الطريقة المثلى للتعبير عما بدواخلنا هي الرموز التعبيرية، لأن الفرد يبدأ بتخيل مشاعر الشخص الذي يتواصل معه بناءًا على الرمز التعبيري المستخدم. ولإختبار مدى فاعلية ايموجي في إغناء وتعزيز تواصلنا، قام باحثون بدراسة مجموعة مع الأفراد، بحيث أعطوا مجموعة من المهام لحلها سوياً. اتضح أنه إذا توافرت التعابير الرمزية فإن إحتمالية إستخدامها كبيرة، لأنها تعزز الشعور بالرضا لدى الفرد، وتساعد على الحد من غموض مراسلاتنا وتسهل التعبير عن عواطفنا ومشاعرنا. 2 - تعزّز الألفة الإجتماعية إن إستعمال الرموز التعبيرية، تزيد من الألفة بين الأفراد، ففي تفاعلاتنا وجهاُ لوجه، نقوم بمحاكاة وتقليد تعابير الأفراد الآخرين من دون وعي، قد تعتقد أنه من الصعب محاكاة التعابير الرمزية في المراسلات الالكترونية، إلّا أن الحقيقة عكس ذلك! فحينما تستخدم أو ترى وجهًا تعبيريًا، فإنك لا إرادياً تقوم بتقليد هذا الرمز، ما يؤدي إلى تغيير مزاجك الحالي. فقد وجد باحثون من جامعة طوكيو دينكي- الصين، أنه كلما كانت الرموز التعبيرية بشكل جرافيكي، كلما زادت استجابة وتفاعل العقل معها. فعندما يرى الدماغ هذا الشكل " " تلفت انتباهه الغمزة فوراً مقلداً الشكل، أما عند رؤية نفس الوجه التعبيري بالرموز" ;)" تصبح الأمور أكثر صعوبة ًعلى الدماغ. التناقض في معاني "ايموجي" إن الجميع ممن يستخدمون الرموز التعبيرية بكثرة، قد لا يعيرون انتباهًا لمعانيها، فقد كشفت دراسة أقيمت حديثاً، أن هذه الرموز التعبيرية يختلف فهمها من مستخدم إلى آخر باختلاف منصة الهاتف الذكي المستعملة؛ "Samsung" ,"Google", "Apple" ...إلخ. فكمثال على ذلك، عند استعمال " الوجه المبتسم ابتسامة عريضة مع عيون مبتسمة"  لنسخة غوغل ، فقد وصفها المستخدمين "بالسعادة المطلقة" أما عند استخدام نفس التعبير باستخدام نسخة آبل  فقد وصفت ب"هل تريد العراك". إن اختلاف الأراء نحو هذه الرموز يقود أحيانا لخلق الغموض والتوتر في أنحاء مستخدي منصات الهواتف الذكية. ومن ناحية أخرى، صرح الباحث ستيفن تشانغ لموقع "BuzzFeed ": "إن الرموز الدلالية قد تفهم أيضا بشكل مختلف، فقد وصف الرمز الدلالي لليدين باتجاه الأعلى من قبل بعض المستخدمين بأنه "توقف"، بينما وصفه آخرون ب "الدعاء" أو "الثناء". على ما أعتقد لحل هذه التناقضات والمشاكل الناتجة عن إختلاف الرموز الدلالية من تطبيق للآخر، على جميع التطبيقات الإجتماع على شكل واحد لهذه الرموز.