انشغال الأطفال بالسياسة.. نضجٌ مُبكر أم خطر يهدد براءتهم؟
  • Posted on

انشغال الأطفال بالسياسة.. نضجٌ مُبكر أم خطر يهدد براءتهم؟

في ظل الأجواء السياسية المشحونة التي تشهدها غالب الدول العربية، انغمس الجميع في السياسية بما فيهم الأطفال والصغار حتى إن بعضهم أصبح ينشغل بالسياسية عن اللعب ومشاهدة أفلام الكرتون، وأصبح لكثير منهم رؤية ووجهة نظر فيما يطرأ من أحداث قد تحمل على قدر براءتها وجاهة وعمقاً في التحليل قد يغيب عن الكبار.وفي إطار هذه المتغيرات التي يشهدها العالم الصغير هل يمكن اعتبارها مؤشراً على نضج مبكر لدى هؤلاء الصغار فرضته طبيعة المرحلة وما تشهده من أحداث أما إنه اغتيال مبكر لطفولتهم؟في هذا الإطار أكدت دراسة نفسية تناولت تأثر الأطفال بالأوضاع السياسية أن من أهم السمات التي اكتسبها هؤلاء الأطفال بعد ثورات الربيع العربي هي العناد والإصرار على تحقيق مطالبهم، وطالبت الدراسة أولياء الأمور والمدرسين بضرورة تغيير نظرتهم إلى الأطفال، وطريقة تعاملهم معهم، والتخلي عن أساليب الترهيب!كما أكدت دراسة أخرى أجراها الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بمصر تحت عنوان "تغطية الإعلام للأحداث السياسية وتأثيرها على الأطفال" أن هناك تأثيرات سلبية متعددة على الطفل جرّاء التغطية الإعلامية التي تفتقد للموضوعية في نقل الأحداث السياسية، والتي من أهمها تفاقم مشاعر الخوف لدى الأطفال، حيث يعتقد الطفل أن الأحداث قريبةٌ منه ما يزيد من شعوره بالقلق، وفقدان الثقة بالمحيطين به، وأضافت الدراسة أن الاستقطاب المجتمعي وخطابات الكراهية والعنصرية وضعت الأطفال في حيرة وارتباك وانشقاق، خاصة لو أصابت هذه الآفات العائلة الواحدة.وتابعت أن التغطية المنحازة للإعلام أسهمت في تكوين افتراضات أساسية غير سوية لدى الطفل مثل الحياة غير الآمنة، الإنسان غير المصون، الآخرون أعداء، العنف هو الطريق الوحيد للحصول على الحقوق.من جهته، أكد الدكتور معز شاهين الخبير التربوي أن انشغال الأطفال بالسياسة واهتمامهم بها هو جزء من المتغيرات الحقيقية التي أعقبت ثورات الربيع العربي وما تلاها من متغيرات، واصفاً هذه المتغيرات بأنها نضجٌ مبكر فرضته طبيعة المرحلة الراهنة في غالب المنطقة العربية، موضحاً أن الطفل جزء من هذا الواقع المفعم بالمتغيرات السياسية وغالباً ما يتأثر بها خاصة في ظل انشغال المحيطين به بالواقع السياسية. وأوضح شاهين أن الأطفال من السنة السادسة إلى العاشرة كثيراً ما يكونون أكثر إدراكاً وتأثراً بما يطرأ حولهم من أحداث، وذلك لأنه في هذه السن تبدأ بذور الإدراك والمعرفة عند الأطفال تتفتح ومن ثم نجدهم أكثر شغفاً وتطلعاً للمعرفة، وعلى قدر ما يصل إليه الطفل من معلومات يستطيع أن يُكوِّن رأيه، ووجهة نظره قد تختلف أو تتفق مع الآخرين ولكنه في الغالب يكون أكثر تمسكاً بها.وأشار شاهين إلى أن الأسرة هي المؤثر الأكبر في تشكيل هذا الوعي كما أن مدى اقتراب وحب الطفل لأحد الوالدين يكون له ثأثيرٌ كبيرٌ أيضاً في تشكيل وعيه. ويرى شاهين أنه يجب أن يكون للأسرة دور إيجابي، حيث يجب أن يكون الحوار والاستماع وتقبل الآخر مهما كان الاختلاف في الرأى منهجاً جديداً تتبعه الأسرة حتى يتعلم الابن أول دروس الديمقراطية من داخل المنزل.