الوحدة.. شعور اختياري أم إجباري
  • Posted on

الوحدة.. شعور اختياري أم إجباري

أحياناً كثيرة نمتلك من الرفقاء والأقارب ما لا يمتلكه آخرون، لكننا نشعر بوحدة شديدة في داخلنا، ومهما تعدّدت الأسباب التي جعلتنا نصل إلى هذه المرحلة فنحن لا نستطيع أن نخرج منها بسهولة ونعود إلى طبيعتنا مرة أخرى، لكن الخطورة هنا تتمثل في الأعراض الجانبية والمخاطر التي قد تنتج عن هذا الإحساس . نتائج خطيرة أثبتتها دراسة علمية أمريكية أجريت مؤخراً، أفادت بأنّ الوحدة قاتلة ولا تقل خطورتها بأي حال من الأحوال عن مرض السكر، وتعادل الأضرار الصحية الناجمة عن الكسل وعدم ممارسة الرياضة خاصة بالنسبة للشباب، وهو ما يعد أمراً خطيراً للغاية. وفي هذا السياق أوضح " الدكتور محمد عبد الفتاح - أستاذ علم النفس" بأن هناك أسباباً بارزة تؤدي إلى الإصابة بالوحدة أهمها: ـ تقدّم العمر وفقدان العديد من الأصدقاء وابتعاد الأبناء . ـ الفراغ الذي يتولّد لدى الفرد لانعدام الأنشطة الاجتماعية التي يشارك بها ـ فقدان شريك الحياة سواء كان الفراق هنا دنيوي أو بسبب الوفاة . ـ كثرة الانتقال من مسكن إلى آخر . ـ التعرّض للخديعة وعدم الوفاء من الأفراد المقربين . وأوضح أنّ هناك نوعين من الوحدة هما : ـ العاطفية وتكون على مستوى العلاقات شديدة القرب مثل فقدان الشريك أو تدهور العلاقة على المستوى العائلي . ـ الاجتماعية وتكون على المستوى الآخر من العلاقات المتمثل في زملاء العمل أو الأصدقاء حيث يفتقر الفرد إلى القدرة على تكوين شبكة علاقات ناجحة . مشيراً إلى أنّ بالتأكد هناك مخاطر ومضاعفات قد تنتج عن الشعور بالوحدة ومنها : - الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية. - الإصابة بارتفاع ضغط الدم . - الاكتئاب والتفكير في الانتحار بصفة مستمرة . وأوضح أستاذ علم النفس أنّ الشعور بالوحدة قد يكون اختيارياً برغبة الشخص وليس مجبراً عليه ، فهناك بعض الأشخاص الذين يتمتعون بوجود كم هائل من الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل، لكنهم يفضّلون الصمت والانطواء على أنفسهم، وهنا تكون قلة الثقة في النفس والشعور بالحرج البالغ أو الخوف من عدم تقبل الطرف الآخر وافتقار الرغبة في المرح، هي الأسباب الرئيسية التي دفعت الفرد إلى ذلك وليست الظروف التي أجبرته . مؤكداً على عدة طرق للتغلّب على الشعور بالوحدة و أهمها: ـ التخلّص من الشعور بالخجل . ـ خوض المغامرات على مستوى العلاقات والتعلّم من الفشل وعدم التوقف عنده . ـ الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والمرحة . ـ التنفيس عن المشاعر مع الأصدقاء . ـ زيادة الثقة بالنفس وعدم الخوف من المستقبل . ـ شغل الوقت بالعديد من الهوايات والمهارات . ـ تجاوز أزمة فقدان الشريك والإيمان بالقضاء والقدر . ـ مساعدة الآخرين التي تولّد لديك الشعور بالفرح والحب .