يأتي الأرق في صور عدة، منها عدم القدرة على النوم أو الاستيقاظ في الصباح الباكر، أو الاستيقاظ في منتصف الليل وصعوبة العودة للنوم مرة أخرى، وهو الأكثر شيوعاً، خاصة مع تقدمنا بالعمر، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن نومنا يصبح أخف كثيراً، أو بسبب امتلاء المثانة والشعور بالحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض، فهل يساعد النوم كما اعتاد الناس في العصر الفيكتوري على حل مشكلة الأرق لدينا؟ يقول بحث روجر إكيرش، أستاذ التاريخ في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، إن نمط النوم في الأحياء الفقيرة في العصر الفيكتوري كان قائما على النوم لنحو خمس ساعات ثم الاستيقاظ لمدة ساعة أو نحو ذلك للقيام بالأعمال المنزلية أو زيارة الأصدقاء قبل التوجه إلى السرير مرة أخرى من أجل "النوم الثاني"، وكانت تلك العادة قبل الثورة الصناعية. و يعتقد البروفيسور "إكيرش" أن ضغوط العصر الصناعي ووصول المصابيح الكهربائية غيرت كل ذلك، وبمجرد أن بدأ الناس يضطرون إلى العمل ليلا ونهاراً، وظهور الضوء الاصطناعي، لم يعد الناس يذهبون إلى الفراش بعد حلول الظلام، وأصبح النوم باستمرار هو الوضع الطبيعي الجديد، ومع تزايد انتشار النوم بشكل مستمر تلاشت فكرة النوم "الأول والثاني" من الوعي العام، والآن ينظر إليها على أنها مشكلة في النوم، وأنه شيء يحتاج إلى "الشفاء"، ولكن بحسب البروفيسور إكيرش، فقد كانت في يوم ما طريقة مقبولة للحياة. وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فقد كانت نصحيفة "إكيرش" أن يصبح نوم من يستيقظون في الثالثة صباحا، كالتالي: "إذا كان بداية اليوم في السابعة صباحا، فيجب أن أسعى لأكون في السرير قبل الساعة العاشرة والنصف مساء، وهذا يعني أن نومي الأول سيستمر لمدة أربع ساعات ونصف، وعند الاستيقاظ في الساعة الثالثة فجرا، بدلا من الاستلقاء، أستيقظ بهدوء وأحصل على كوب من الحليب، حيث يحتوي على التريبتوفان وهو حمض أميني يحفز النوم، وقد نستمع للموسيقى ونقضى ساعة في التأمل أو قراءة كتاب ممل، عندما يبدأ الشعور بالنعاس والذي عادة ما يكون بعد 40 دقيقة أعود إلى السرير لثلاث ساعات أو أكثر من النوم الثاني، لكن بشرط أن أتجنب أي شيء محفز ومثير". [more_vid id="SlKlBpS5yoPRPMO08qVA" title="استشاري أمراض النوم: طول مدة النوم يزيد من احتمال رؤية الأحلام" autoplay="1"]