قدم برنامج "الراحل" في حلقته الثالثة على شاشة روتانا خليجية، سيرة وحياة الموسيقار الراحل عمر كدرس، والعلاقة الفنية الخاصة التي جمعته بكوكب الشرق أم كلثوم وفنان العرب محمد عبده. الراحل عمر كدرس هو موسيقار ساهم في وصول الأغنية السعودية إلى أبعد مدى، ورافق الفنان محمد عبده في مسيرته الفنية، وقام بتلحين أهم أغانيه، وهو ابن المدينة الذي أعجبت به كوكب الشرق أم كلثوم وتغنّى بألحانه كبار الفنانين. ولد الراحل عمر نوح "كدرس" في مكة، وعاش طفولة صعبة وظروف قاسية، فمن عامل بناء ثم سائق شاحنة. أما سر لقب "كدرس" الذي لم يكن جزءاً من اسمه الحقيقي، فكان يراه المعلم في المدرسة، أنه يقف أمام السبورة والتلاميذ في الفصل "كدرس". ويقول عازف الإيقاع محمد بصفر، إن الراحل عمر كدرس من أهل مكة، وتعايش مع أهل الدانة والصهبة، إلى جانب إلى استماعه للغناء الشرقي، فنجح في المزج بين النغمة الحجازية المحلية والنغمة الشرقية. وكشف فنان العرب محمد عبده لبرنامج الراحل أن "كدرس" غنى في الأساس أغنية "ليلة خميس" قبله في حفلاته، لكنها لم تنجح وتنتشر إلا بعد أن تم تسجيلها وغنائها في مصر  بإحدى حفلاته. ولحن عمر كدرس مجموعة من أهم أغاني فنان العرب محمد عبده، مثل "أحلى من العقد لبّاسة"، وساهم عبر ألحانه في تشكيل جزء كبير من ثقافة فنان العرب الموسيقية. ويرى الشاعر علي عسيري، أنه لو لم يكن للراحل عمر كدرس حسنة سوى أنه قدم الفنان محمد عبده، رمز الأغنية السعودية للعالم، فيكفيه ذلك. وأوضح الشاعر السعودي الأستاذ عبد العزيز شكري، أن فنان العرب محمد عبده تعلم العود على يد الراحل عمر كدرس لذلك كلما تحدث عنه كان يقول "أستاذي". علاقة خاصة جمعت الراحل كدرس بكوكب الشرق أم كلثوم التي التقاها خلال زيارتها إلى جدة قبل أن تستمع إلى أغانيها بصوته، وطلبت منه تلحين أغنية "أقبل الليل" بعد أن تأخر فيها الموسيقار رياض السنباطي. ويقول الناقد يحيى زريقان، إن دائما ما كان يحب عمر كدرس العمل "على نار هادئة" في حين أن "أم كلثوم" لزاما عليها تقديم أغنية للجمهور في أول كل شهر، لدرجة أنها وجهت له لوم رقيق عندما جاءت لأداء مناسك العمرة، طالبة منه ضرورة أن يجمعهما عملاً لتقديمه للجمهور.