الموسيقار العالمي بارينبويم ينشر السلام في الشرق الأوسط بالموسيقى
  • Posted on

الموسيقار العالمي بارينبويم ينشر السلام في الشرق الأوسط بالموسيقى

يعرف الجميع عبارة "الجميع سواسية أمام القانون"، ولكن ماذا لو لم توجد دولة أو محكمة أو ديانة لديها نفس الصلاحية في أعين طرفي نزاع معين، كما يحدث في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ؟لدى الموسيقار دانييل بارينبويم إجابة وهي أنّ "الجميع سواسية أمام الموسيقى"، حيث يقول: "أمام سيمفونية لبيتهوفن فإنّ الجميع سواسية، سواء كانوا فلسطينيين أو إسبان أو صينيين أو من فيتنام".ويكتسب ذلك المبدأ الذي يبدو من الوهلة الأولى شيئاً مثالياً أو تجريدياً مع بارينبويم أشكالاً محددةً، وأحدها ما ظهر في المهرجان الذي أقيم تحت رعاية الموسيقار الشهير في الفترة بين 24 يوليو والثامن من أغسطس، في مسرح كولون بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.واقترح الموسيقار الأرجنتيني الإسرائيلي عرض نفس برنامج حفله في ثلاث قاعات متنوعة وغير تقليدية، هي المركز الإسلامي لجمهورية الأرجنتين ومعبد الحرية اليهودي والأكبر من نوعه وكاتدرائية العاصمة.وأتيح للأفراد من كلّ الديانات حضور الحفلات في أي واحدة من دور العبادة الثلاثة، ما جمع بين حاخامات وأئمة وشيوخ ورهبان وقساوسة بل وملحدين تحت سقف رموز دينية مختلفة، وذلك في مثال واضح على التعايش.واختار بارينبويم الأرجنتين مسقط رأسه مسرحاً لهذا الأمر، كونه بلداً استقبل كثيراً من المهاجرين الذين يحملون هويات مختلفة مثل السوريين والإيطاليين واللبنانيين واليهود، الذين كانوا "يتحدثون في المدرسة عن كرة القدم أكثر من الدين".ويقدم المهرجان موسيقى تسعى للتأمّل والتفكير، وهو الشيء الذي يراه الموسيقار ضرورياً لأنّ "الموسيقيّ الذي لا يفكر لا يمكن اعتباره موسيقيّاً".وقد ظهر مشروع بارينبويم الجديد "أوبرا برلين الحكومية"، وهو الحلم الذي أصبح قريباً من أن يكون واقعاً، حيث يأمل الموسيقار في أن يقدم "بدايةً من منتصف العام المقبل" معهداً لتأهيل مئة طالب من دول النزاع في الشرق الأوسط، حيث ستكون له خاصيةً مميزةً تتمثل في إضافة مواد دراسية تتعلق بالعلوم الإنسانية.كان بارينبويم قد قال في افتتاح ذلك المهرجان الموسيقي في بوينس آيرس: "إنّ أولويته خلال الفترة المقبلة ستكون الأكاديمية والحفلات التي سيقدمها مع أوركسترا "ديوان الشرق والغرب" في الأرجنتين".