«الموت العظيم».. هل يعود ليفني البشرية في القرن الـ21 بسبب الاحتباس الحراري؟
  • Posted on

«الموت العظيم».. هل يعود ليفني البشرية في القرن الـ21 بسبب الاحتباس الحراري؟

روتانا - أحمد المرسي في القرن الرابع عشر الميلادي، وتحديداً في عام 1347، كانت جيوش المغول تحاصر مدينة "كافا" التجارية في شبه جزيرة القرم، التي تقع على طريق الحرير، وبسبب طول الحصار عانى الجيش الذي كان تحت قيادة القائد "جاني بيغ" من مرض غريب، تسبب في فناء عدد هائل من رجاله، وعمد المغول إلى إلقاء جثث موتاهم المصابة فوق أسوار المدينة، مما تسبب في إصابة سكان المدينة بالمرض، ومنهم تجار "جنوا"، الذين هربوا من المدينة المحاصرة وعادوا إلى بلادهم، وبذلك انتقل الوباء بحراً إلى جزيرة صقلية وجنوب أوروبا ثم شمالها ثم إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، وباقي أنحاء العالم، ليواجه العالم ما سمي في تاريخه "الموت العظيم" أو "الموت الأسود". اليوم يعرف هذا الوباء باسم "الطاعون"، ولكنه لم يكن يستخدم هذا التعريف لهذا الوباء الغريب الذي قتل الملايين، فعرف في الوثائق القديمة باسم "الموت العظيم"، ويعتبر الرواة الدنماركيون والسويديون أول من استخدموا مصطلح "الموت الأسود" أو "الموت الفظيع"، في إشارة للتأكيد على مدى رعب وخراب هذا الوباء. بحسب المؤرخ "فيليب دايليدر"، فإن الطاعون الأسود قتل ما يقدر بنحو 200 مليون نفس في القرون الوسطى، فقضى على 50% من سكان أوروبا الذين ماتوا في خلال أربع سنوات، ومات في ألمانيا وبريطانيا وحدها 20% من عدد سكانهم، وفي الشرق الأوسط قتل "الموت الأسود" نحو 40% من سكان مصر. قد يبدو هذا الوباء بعيداً جداً عنا نحن البشر الآن في القرن الحادي والعشرين، ولكن الحقيقة إنه قريب منا بدرجة كبيرة، فموخراً حذر البروفيسور "بيتر فرانكوبان" من أن ذوبان التربة المتجمدة في القطبين من شأنه أن يطلق البكتيريا القديمة منذ آلاف السنين في النظام الإيكولوجي من جديد ويعيد إيقاظها لتفني البشر. وقال البروفيسور من جامعة أوكسفورد في مهرجان "شلتنهام" الأدبي، يوم الجمعة، إن الاحتباس الحراري يمكن أن يعيد إيقاظ الأمراض القديمة، وخاصة "الموت الأسود"، عن طريق إذابة الأغطية الجليدية التي تخزن البكتريا التي تم دفنها لفترة طويلة، والتي قد تسبب الأوبئة من جديد. وقال "فرانكوبان": "إذا تجاوزنا درجات حرارة معينة، فالأمر لن يقتصر على صعوبة زيارة جزر المالديف التي يمكن أن تكون غارقة أو هجرها الناس، بل حول ما يحدث عندما يتم إزالة الجليد وإطلاق الخبايا البيولوجية التي دفت لآلاف السنين". "فرانكوبان" لا يهذي حتى وإن بدا هذا خيالا علميا، ففي عام 2016 توفي طفل يبلغ من العمر 12 عاماً ونقل أكثر من 40 شخصاً إلى المستشفى في سيبيريا بعد أن أصيبوا بمرض الجمرة الخبيثة، التي أفرج عنها عندما أذابت درجات الحرارة المرتفعة الجليد في فصل الصيف، وهو ما نقل الوباء إلى الغزلان ومن ثم إلى البشر الذين أكلوا هذه الحيوانات. في الشهر الماضي، خلصت ورقة نُشرت في مجلة "الطبيعة المؤثرة" إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري تسبب بالفعل في ارتفاع كبير في الانهيارات الأرضية والتسونامي، وفي يوليو نشر باحثون في جامعة ستانفورد بحثا خلصوا فيه إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يمكن أن يؤدي إلى 40 ألف حالة انتحار أخرى في الولايات المتحدة والمكسيك بحلول عام 2050، ولكن ليس هذا هو كل شيء، فالطاعون الآن يقترب. في العام 1493 رسم الفنان "ميكائيل فولغيمون" لوحة بعنوان "رقصة الموت Dance of death"، كانت تستخدم للعظة مع غناء قصيدة يقول مطلعها على لسان "الموت العظيم": "أيها الإمبراطور، سيفك لن يساعدك، والصولجان والتاج لا قيمة لهما، هات يديك، لأنك يجب أن ترقص رقصتي"، فهل يرقص البشر في القرن الحادي والعشرين هذه الرقصة من جديد؟ [more_vid id="zKxFJj6k6gZODw67x8TCmw" title="يحمل جثة زوجته التي قتلها في حقيبة ويضعها في سيارة أجرة!" autoplay="1"]