المقاهي النسائية.. ترفيه وتجارة بعيداً عن آدم
  • Posted on

المقاهي النسائية.. ترفيه وتجارة بعيداً عن آدم

تتخذ المقاهي في عالمنا العربي صورة نمطية واحدة، بأنّها مخصّصة للرجال فقط، وهناك صورة شائعة أخرى وهي المقاهي العائلية، لذا تعدّ فكرة المقاهي والمطاعم النسائية من الأفكار المستحدثة نسبياً في مجال مشروعات الشباب. ولاقت تلك الفكرة رواجاً كبيراً لدى العديد من فئات المجتمع، خاصةً النساء الباحثات عن الخصوصية والراغبات في الشعور بالتحرّر النسبي من القيود التي يفرضها عليها المجتمع. وقد أظهرت نتائج بعض الأبحاث المجتمعية أنّ فكرة المقاهي النسائية بدأت في فرض نفسها على واقع المجتمعات العربية في كثير من الدول مثل السعودية ومصر وعمان. ولم يتوقّف الأمر على كون تلك المقاهي مكاناً للقاء الأصدقاء فقط، بل تطوّر وصار بعض المقاهي النسائية تُخصّص ركناً للقراءة، وقاعة للاجتماعات، ما يسمح للسيدات بتثقيف أنفسهن، علاوةً على إلقاء الندوات والمحاضرات العلمية. ترى "ا. س- كيميائية مقيمة بالرياض" أنّه لا يوجد فرق كبير بين المقاهي النسائية وغيرها، لأنّ كثيراً منها يسمح بالتدخين أيضاً، لكن الميزة الوحيدة هي شعور المرأة بالحرية التامة. بينما تتشوق "منال السيد- ربة منزل" إلى وجود مثل تلك الفكرة على أرض الواقع في المدينة القاطنة بها، لأنّها– كما ترى- أفضل من التجمعات النسائية الروتينية في المنازل. وتعلّق على ذلك "الأستاذة شيماء الملط- صاحبة فكرة مشروع أحد المقاهي النسائية بمدينة الإسماعيلية" قائلةً بأنّ النساء يمِلن إلى أجواء الصحبة وأحياناً ما يفضلن مقابلة الصديقات على انفراد والتحرّر لبعض الوقت من صحبة الزوج والأطفال، لذا فإنّ فكرة المقاهي النسائية هي الأنسب. مؤكدةً أنّ هناك العديد من المميزات التي تحقّقها المقاهي النسائية مثل: - تتيح فرصة للمرأة للترويح عن نفسها، والتخلّص من الروتين. - تعدّ مكاناً مناسباً لإقامة الاحتفالات الخاصة بالفتيات، مثل أعياد الميلاد وحفلات الحنة. - تتيح قدراً كبيراً من الحرية الشخصية للسيدات. - طاقم العمل يكون من النساء أيضاً، ما يجعل الفتاة لا تستشعر الحرج في إزاحة حجابها قليلاً والجلوس بحرية. - تتمكّن المرأة من ارتياد تلك المقاهي في أيّ وقت، فلا خوف من نظرات الرجال ومضايقتهن المعتادة في الأماكن الأخرى. وأضافت أنّ هناك بعض الصعوبات التي واجهتها عند التخطيط للمشروع مثل الإجراءات الحكومية في استصدار التراخيص، لكون النشاط جديداً نسبياً وغير مألوف، والترويج للفكرة مجتمعياً لكنها- حسبما عبرت- أصرت على التحدي. وتتوجه "الملط" ببعض النصائح لجميع أصحاب المقاهي النسائية، حرصاً على نجاح الفكرة، وهي: - من الأفضل منع اصطحاب الأطفال، حتى يحتفظ المكان برونقه وطابعه الخاص، وإلا فلا فرق إذاً بينه وبين الأماكن العامة المخصّصة للعائلات. - منع اصطحاب الحيوانات الأليفة، لأننا جميعنا نعرف نسبة الخوف والهلع التي تصيب النساء والفتيات بسبب الكلاب والقطط مثلاً، وذلك سعياً للحفاظ على سمعة المكان. - منع التدخين بجميع أنواعه داخل المقهى. وفي نفس الإطار تحدثت "دكتور أروى الأعمى- مساعد أمين جدة لشؤون تقنية المعلومات والقسم النسائيّ" في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية عن مشروع المطاعم والمطابخ النسائية، موضحة: تم مؤخراً تسهيل استصدار التراخيص الخاصة بافتتاح تلك المشروعات بالمملكة، ومنح السيدات الراغبات في الاستثمار الفرصة على قدم المساواة مع الرجال لمزاولة النشاط التجاريّ. كما أضافت أنّ تلك الفكرة قائمة بالفعل منذ فترة، إذ كانت السيدات تقوم بإعداد الوجبات في منازلهن ثم تشترك في خدمة التوصيل لتوزيع الوجبات على العملاء، لكن تم استحداث الأمر من خلال قيام سيدة أو أكثر باستئجار مكان مناسب ليصبح مطبخاً أو مطعماً نسائياً، وقد أتاح لها ذلك العديد من الفرص التسويقية ما يخلق بيئة تنافسية. وعلى ذلك تناشد الأخرس الوسائل الإعلامية بضرورة توعية النساء في السعودية عن فرص الاستثمار والأنشطة التجارية المتاحة لهن، ما يعمل على تشجيعهن للانضمام إلى سوق العمل، مؤكدةً سهولة إتمام الإجراءات من خلال إتاحة خدمة التقديم الإلكترونيّ، ما يساعد المرأة على سرعة الحصول على التراخيص.