المسحراتي.. جيل وراء جيل يترنم لصوته وألحانه في ليالي رمضان
  • Posted on

المسحراتي.. جيل وراء جيل يترنم لصوته وألحانه في ليالي رمضان

أهازيج رمضانية اعتاد الآباء والأبناء على نشيدها والتغني بها , ينثرها بصوته وطيبته ضيف الشهر الكريم، مهنة ليست كأي مهنة , بل هي نهج يعكس موروثًا دينيًا وعربيًا منذ عهد الصحابة الكرام. من بيت إلى بيت , وفي كل الحواري و الأحياء , يطوف صاحب النشيد الرمضاني مع أول أيام شهر الخير والرحمة , ليوقظ الآباء والأبناء بصوت المحبة والدعاء , المسحراتي زائر ليالي الصيام والقيام , عهدته كل المسامع منذ زمن أول مؤذن في الإسلام بلال بن رباح , حتى صار مشهدًا يضفي صورة المودة والفرحة , فيوحِّد الجميع على موعد السحور ويعطيهم إشارة الصيام حتى موعد الأفطار. صوت معتق بمشاعر تربى عليها الكبار والصغار, جيلًا بعد جيل , ومهنة لا يعمل بها إلا من تذوق لذة الأجواء الرمضانية في كل شارع  يضيء فيه كلمات ليست كأي كلام . بالرغم من تقدم وسائل التكنولوجيا إلا أن الصنعة لم تمت , فالهتاف الديني والمشي على الأقدام والتجوال بين الأهل والأحبة , يزيد لهفة المسحراتي للعمل طول ايام الشهر الفضيل, ورزق مبارك يشعر بقيمته من سار على الدرب ونادى من القلب. تختلف العادات والتقاليد بين كل بلد عربي و يمثل هذا العمل الجميل , معاني البساطة والأصالة , إذ ينتظر الاهالي بشغف وسرور, أن يفتحوا بابهم لضيفهم المحبوب , وزائرهم المرغوب, إضافة إلى أنه يعكس تراثًا دينيًا واجتماعيًا توارثه من مئات السنين, ينقل به كل عام سحر ساعات الثلث الأخير من الفجر,  ويبهج الناس بعشق ايام شهر القرآن والصيام . وتتزين ساعات السحور كل عام في شهر الخير والسلام , بنفحات الدعاء على نغمات طبول المسحراتي, الذي يرسم لونًا خاصًا في شوارع المدن والقرى العربية فيبشِّر الناس بحلول يوم صيام جديد حتى يبشرهم بيوم العيد.