المثالية المفرطة.. عيوبها وسبل علاجها
  • Posted on

 المثالية المفرطة.. عيوبها وسبل علاجها

المثالية المفرطة هي حالة ذهنية، تتملك الفرد فتدفعه إلى إرهاق نفسه للقيام بالمهام على أكمل وجه، وأحياناً أكثر من المطلوب. لدى الشخصية المثالية هوس بالكمال، وتريد تحقيقه بأي ثمن من خلال الأنشطة التي تقوم بها، حتى ولو كان على حساب طاقتها ومجهودها. يعتقد كثيرون أن المثالية أمر صحّي، لكن هذه فكرة خاطئة تماماً، فالسعي نحو الكمال لا يحقق السعادة المتوقّعة منه. عيوب المثالية المفرطة يتردد الساعون نحو الكمال في اتخاذ القرارات، ويجدون صعوبةً في حل الأمور المهمة، لأنهم يركزون على التفاصيل من دون هدف. يحتم الواجب الأخلاقي على هؤلاء بذل المزيد من الجهد، رغم أن بعض الأمور لا تتطلب الإفراط في التعامل معها وحلها. ينزعج مدمنو المثالية من تجاوز العادات الحميدة، ويمارسونها دائماً من دون إغفال أو تفريط، حتى لا يتأثر سعيهم نحو الكمال. أعراض الإصابة يفتقد الحريصون على المثالية، الشعور بالنجاح والإنجاز في أيٍّ من أمورهم الحياتية، ولا يشعرون دائماً بالرضا. فالفشل هو الإحساس الدائم الذي يتملك هؤلاء، ويرونه جيداً ولا يتعاملون مع أي نتائج جيدة قد تتحقق أمامهم. كما يماطل هؤلاء بانتظام في اتخاذ القرارات ويخافون من البدء في مهمات صعبة، لاعتقادهم أنها لن تُنجز بالكفاءة المطلوبة. ويجدون دائماً صعوبةً في الاسترخاء ومشاركة أفكارهم مع الآخرين، ولا يتوقف دماغهم عن التفكير الدائم. علاج السعي نحو الكمال المفرط يعتقد الباحثون أن المثالية سلوك مكتسب، تُشعر صاحبها بقيمته في الحياة. ويمكن التخلي عنها باتباع بعض الإرشادات والنصائح. فإذا شعرتم أنكم من راغبي الكمال الزائد، استشيروا طبيباً نفسياً يساعدكم على تحديد مستوى الحالة التي تمرون بها، وإرشادكم إلى الخطوات الصحيحة. ضعوا أهدافاً واقعية قابلة للتنفيذ، وقسّموا المهام الكبيرة إلى خطواتٍ صغيرة لكي تشعروا بالإنجازات البسيطة أولاً. انتبهوا إلى أن معايير الصواب والخطأ تتغير، خصوصاً عند اتخاذ القرارات الهامة، ويمكنكم استشارة المختصين دون الشعور بالذنب أو التردد. ضعوا في اعتباركم أن تحقيق الأحلام أمر جيد، لكن التمسك بها حرفياً طوال الوقت، عادة مرهقة، لذا تحلوا ببعض المرونة. يعتبر بذل المزيد من الجهد في العمل أمراً أخلاقياً محموداً، لكن الحياة تتضمن أموراً أخرى تستحق اهتمامكم أيضاً، مثل عائلاتكم وصحتكم الجسدية والنفسية. فهوّنوا على أنفسكم وتسامحوا مع الأخطاء والهفوات، خصوصاً في مجال العمل الذي يعتبر فيه الخطأ وارداً. كيف تتركون انطباعاً أولياً جيداً عن أنفسكم؟ [vod_video id="DlQL4BAy2JRBdo6HUsDWw" autoplay="1"]