يقولون الصديق وقت الضيق، والشدة تظهر معادن الناس، لكن هذه المقولات لا تنطبق فقط على البشر فيمكن أن تستخدم مع شركات سيارات الأجرة مثلا، إذا شعر العملاء أن هناك شركة ترعاهم وتقف بجانبهم في وقت الأزمات أكثر من الأخرى،  وهذا هو ما جعلت هناك مقارنة شديدة بين شركتي "أوبر" و"كريم" في دبي. وهذه القصة بدأت منذ بضعة أشهر، عندما نشب حريق في الساعات الأولى من الصباح  في برج سكني في منطقة المارينا الذي يعرف باسم "ذا تورش"، وتمت السيطرة عليه ولم يسفر عن ضحايا، لكن تم إجلاء مئات الأشخاص من البرج الذي يضم 79 طابقا، ويزيد ارتفاعه عن 330 متر. بالطبع المشهد مؤسف لمئات الأشخاص نزلوا إلى الشارع لا يعرفون أين يذهبون في تلك الحالة وفي نفس الوقت عليهم الابتعاد عن المكان في أسرع وقت، حيث أن الرياح القوية تساعد على انتشار الحريق. هنا ظهرت الحاجة الماسة لسيارات نقل هؤلاء الناس لمكان آمن، فقامت شركة كريم بدور غاية في الشهامة حيث أرسلت لجميع الناس تبلغهم أن جميع رحلاتها مجانية وتتمنى للجميع أن يبقوا في أمان. بينما كان لأوبر رسالة مغايرة تماما، حيث أرسلت لعملائها تخبرهم أنها تقدم تخفيض على خدماتها في منطقة المارينا بسبب الحريق، وهذا التصرف اعتبره العملاء لا يليق مع هذا الموقف. انتهى الموقف على خير وتمكنت 12 شاحنة إطفاء تابعة للدفاع المدني بدبي من إخماد الحريق في غضون ساعتين، وبدأت الحياة تعود تدريجيا للمكان، لكن ما حدث من "كريم" و "أوبر" في هذا الموقف، لن ينساه أهل دبي. وهناك تحليل بسيط لتصرف كلا الشركتين اللتان لا يخفى على أحد منافستهم لبعضهم البعض بسبب تقديمهم لنفس خدمات النقل لسكان دبي وغيرها من المدن الأخرى، لكن الاختلاف الوحيد بينهما أن كريم شركة عربية محلية، على عكس أوبر الذي تأسس ونشأ في سيليكون فالي في الولايات المتحدة، ومحلية كريم جعلته الأقرب للحدث والأقرب لفهم ما يحتاجه الناس في الأزمات، وهذا ما جعله يتفوق في شعبيته على "أوبر". واستمر كريم على موقفه وقدم أيضا رحلات مجانية أثناء حريق برج "سلافة" السكني في منطقة المارينا، والذي نشب فيه حريق بالطابق 60، وامتد ليطول 10 طوابق فوقه  6 طوابق تحته، لكن تمت السيطرة عليه في 3 ساعات، ولم يحدث عنه خسائر في الأرواح.