"الفضولي" و"الحشري" سلوك مستفذ.. متى ينتهي؟
  • Posted on

"الفضولي" و"الحشري" سلوك مستفذ.. متى ينتهي؟

لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟ مر على زواجك وقت طويل لماذا لم تنجبي؟ هل زوجك قدم لكي هدية في عيد ميلادك؟ ما أصناف الأكل التي صنعتيها اليوم؟تساؤلات كثيرة مزعجة تصلك من قِبل أشخاص لا تربطك بهم إلا علاقة سطحية للغاية لا تسمح لهم بالتدخل في خصوصياتك بهذا الشكل السافر، ما قد يدفعك إلى الصمت الناجم عن صدمة المفاجأة أو الرد الفوري بعصبية موجِهةً للآخر تهم الفضول والتدخل فيما لا يعنيه.ها هم الأشخاص الفضوليون الذين لا تخلو منهم أي عائلة أو مكان للعمل، ولكل منا مواقف معهم نستعرض أغربها في السطور التالية.القاهرة ـ ولاء نبيهكم أجرك؟في البداية تقول" أم سلمى" إنها تعرضت لمواقف كثيرة مع أشخاص فضوليين، مشيرة إلى إحدى السيدات التي تربطها بها علاقة عابرة وجهت لها سؤالاً في إحدى المرات قائلة: "كم أجرك الذي تتقاضينه من عملك وكم أجر زوجك؟ وفي مرة أخرى لماذا فُسخت خطوبة ابنتك ألم تخشي عليها من العنوسة؟ مؤكدة أنها التزمت الصمت ولم ترد على أسئلتها.قضية الحمل!فيما تروي دعاء 38 سنة "موقفاً تعرضت له في بداية زواجها حيث لم تكف إحدى جاراتها عن سؤالها بشكل يومي عن حدوث حمل أم لا.فضلاً عن تدخلها الدائم في أمور حياتها الخاصة مثل سؤالها عن الوجبات التي تعدها للغداء أو العشاء، وماذا لو كانوا سيخرجون في المساء أم لا، وعن علاقتها بزوجها هل هي سعيدة أم لا؟ وغيرها من الأسئلة التي تسببت في نفورها منها يقرأ صحيفتي!ولا تقتصر صفة الفضول على النساء فحسب بل يتصف بها بعض الرجال أيضاً، حيث يروي محمد حسين "طالب جامعي" أنه معتاد على قراءة صحيفة أثناء ذهابه للجامعة أثناء ركوبه وسائل المواصلات، وفي إحدى المرات عندما كان يقلب في الصحفية وجد شخصاً يجلس بجواره يمنعه ويطالبه بالانتظار حتى يكمل قراءة الخبر.لماذا لم تتزوجي؟كما تروي سامية 35 عاماً أن أحد زملائها في العمل سألها أمام الجميع "لماذا لم تتزوجي حتى الآن". ليس كل من سأل فضولياًوفي هذا الموضوع يقول الدكتور مصطفى الحروني رئيس قسم علم النفس بكلية التربية جامعة حلوان: "الفضول صفة لا تقتصر على جنس دون آخر"، معتبراً أنها صفة ذميمة تصل عند بعض الأشخاص لمستوى مرضي، حيث يكون لدى الشخص الرغبة في التدخل بكل الأمور التي لا تعنيه. لافتاً إلى أن صفة الفضول لا يمكن إطلاقها بشكل عام على كل شخص خرج منه سؤال أحرج مَن أمامه، أو تدخل في أمر لا يعنيه وإنما تطلق على شخص اعتاد هذا السلوك وكرره بشكل ملفت ومستمر، مضيفاً: "الأصل في صفة الفضول أنها محببة، ولكن إذا اقتصرت على مفهومها الضيق وهي حب الاستطلاع في مجال العلوم والمعارف"، معتبراً أنه أمر يميز صاحبه عن غيره، أما أن تتحول إلى صفة ذميمة تخترق خصوصيات الآخرين فهذا يُعد من باب الانحراف القيمي والأخلاقي غير المقبول والمستهجن عرفاً وشرعاً لقوله عليه الصلاة والسلام: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". وتابع الدكتور الحروني أن "علاج هذه الصفة لا يكون إلا بالنصح والتوجيه اللين لهؤلاء الأشخاض الفضوليين، ولا يكون بالإحراج أو التوبيخ".