الفساد وغياب الشفافية يقودان سوق العقارات التركية للانهيار.. والأرقام لا تكذب
  • Posted on

الفساد وغياب الشفافية يقودان سوق العقارات التركية للانهيار.. والأرقام لا تكذب

يعد القطاع العقاري قاطرة مهمة للتنمية، في الدول المتقدمة، التي تعتنمد على الشفافية، بوصفه مرآة مهمة توضح حقيقة الحالة الاقتصادية في أي بلد بالعالم. وتشهد تركيا منذ مطلع العام الحالي، تراجعا كبيرا في سوق العقارات بسبب غياب الشفافية، وانتشار الفساد، واستخدام قواعد قانونية مجحفة، تستهدف مصالح فئة بعينها من المقربين للنظام الحاكم، وبخاصة بلال أردوغان، نجل الرئيس رجب طيب أردوغان الذي تحيط به اتهامات بالفساد، وممارسة أنشطة مشبوهة، واستغلال مكانة والده لتحقيق أرباح عائلية كبيرة، تشمل شقيقته ووالدته أيضا. وأسفر أسلوب إدارة الحكومة التركية للقطاع العقاري، عن أزمة كبرى تحدثت عنها تقارير الصحافة الاقتصادية، وتشمل ارتفاعًا كبيرًا في نسبة المعروض، أمام تراجع حاد وغير مسبوق في الطلب. وكشف تقرير رسمي، صادر عن معهد الإحصاء التركي، أن عدد المباني الجديدة في الربع الأول من 2019، تراجع بنسبة 42.5%، مقارنة بالفترة المقابلة من 2018. وأوضح معهد الإحصاء أن الانخفاض في عدد المباني، دفع إلى تراجع في مساحة المباني الجديدة بنسبة 37.7%، خلال الربع الأول من 2019 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2018، بما يعادل 19.6 مليون متر مربع، مقارنة بـ31.5 مليون متر مربع في 2018. وبيّن معهد الإحصاء أن تراجعا بنسبة 18.1%، طرأ على مبيعات المنازل في تركيا خلال أبريل الماضي، مقارنة بالفترة المقابلة من 2018، كما أن مبيعات المنازل في تركيا خلال أبريل الماضي أيضا، بلغت 84.4 ألف منزل، نزولا من قرابة 104 آلاف منزل في الفترة المقابلة من 2018. وتتزامن أزمة هبوط عدد المباني الجديدة في السوق التركي، مع انهيار أسعار صرف الليرة التركية، مقابل سلة العملات الأجنبية، منذ مطلع أغسطس الماضي، الأمر الذي دفع أسعار مدخلات الإنتاج للصعود. وأدى تراجع سعر صرف الليرة، إلى زيادة كلفة مدخلات الإنتاج، وانعكاس الزيادة على المستهلك النهائي "مشتري العقار"، مما دفع إلى تراجع حاد في الطلب على العقارات داخل الأسواق التركية. وتواجه الليرة التركية أسوأ فتراتها، حيث تراجعت إلى متوسط 6.05 ليرة للدولار واحد، على خلفية ضعف الاقتصاد من جهة، واستمرار تدخلات أردوغان في السياسات الاقتصادية والنقدية من جهة أخرى. [more_vid id="TrZVZTlmXixDMAfFu7gwg" title="الطريري: لا نستطيع أن نقول تركيا بلدا آمنا رغم قدراتها الأمنية الكبيرة" autoplay="1"]