تعد مشاعر الغيرة أمرا طبيعيا يشعر به جميع الأشخاص، وخاصة الضرائر والتي تشعر كل منهن أن الأخرى أخذت منها شيئا خاصا بها، الأمر الذي يجعل مشاعر الغيرة تشتعل في قلوبهن، لتتسبب في قيامهن بأفعال غير محسوبة قد تصل بهم إلى القتل.  "الغيرة القاتلة"، هذا هو العنوان الذي يمكن أن نطلقه على القضية التي نظرتها المحكمة الجزائية بالرياض، حيث مثلت زوجة ثلاثينية تغار من ضرتها أمامالمحكمة، وذلك بعدما أوصلتها غيرتها إلى خنق ضرتها. حيث أقام أهل الزوجة القتيلة دعوة ضد ضرتها التي قامت بقتلها خنقا، ووجهوا فيها تهمة القتل العمد للجانية، وطالبوا بتطبيق حد القصاص عليها، حيث كان الزوجة القاتلة قد رافقت ضرتها وزوجها إلى إحدى الحدائق العامة بالمملكة، وعقب عودتهم إلى المنزل أخذت طفلة القاتلة في البكاء. سألت المجني عليها والدة الطفلة عن سبب بكاء ابنتها، فأخبرتها بأنها تريد والدها معها، الأمر الذي جعل ضرتها تخبرها بأنه عليها أن تعلم أطفالها أن أباهم لن يقضي معهم الكثير من الوقت كالماضي، حيث أنه أصبح يقضي معظم هذا الوقت مع زوجته الأخرى. غضبت المتهمة كثيرا مما قالته ضرتها لها، الأمر الذي جعلها تدخل معها في نقاش حاد، تطور إلى عراك، حيث أسقطت المتهمة القتيلة على الأرض، ووضعت شالا على فمها حتى اختنقت وفارقت الحياة. مثلت المتهمة أمام المحكمة وطلب منها القاضي حلف اليمين بأنها لم تتعمد قتل ضرتها فقامت بذلك، لتقضي المحكمة في حكمها الابتدائي برد دعوى القصاص وإلزام المتهمة بدفع الدية لورثة ضرتها، وذلك لأنهم لم يجدوا ما يثبت تهمة القتل العمد، فاعترض أهل الضحية على الحكم وطالبوا باستئنافه.