العيدية ..كرم من الكبار وفرحة للصغار!
  • Posted on

العيدية ..كرم من الكبار وفرحة للصغار!

تظلّ (العيدية ) المظهر الأكثر قدرة على إشاعة البهجة والفرحة لدى الأطفال فى العيد ,كما أنها العادة الأكثر احتفاظا بأصالة وكرم الماضي . وتختلف العيدية فى البلاد العربية بحسب أشكالها وأنواعها ففى السعودية يُخصّص يومان للعيدية يوم للبنين وآخر للبنات ويعرفان باسم"أيام الطلبة" وفى مصر تمثل النقود الورقية الجديدة الصورة الأبرز للعيدية، حيت تجتمع العائلات في صلاة العيد للصلاة وتبادل التهاني وتوزيع العيدية على الأطفال ,وقد إتخدت العيدية فى مصر أشكالاً مختلفة في الآونة الأخيرة مثل الهدايا والألعاب ولكن تظل النقود هى العادة الأبرز . وفى الكويت تُعد العيدية الأشهر قطع "القرقيعان" وهو عبارة عن خليط من المكسرات والزبيب ، يوزعه أصحاب البيوت للأطفال فى العيد .وفي السودان يقوم الآباء والأقارب بإعطاء الأطفال قطعًا نقديةً معدنيةً لشراء ما يرغبون . وفى العراق لا تقتصر العيدية على الأطفال فحسب فبإمكان أي شخص أن يقدم لولده أو ابنته المتزوجة حديثا عيدية علي اعتبار أنها غير محددة بعمر معين وفى عُمان يتم تبادل الزيارات بين أفراد المجتمع والأسر من قرية إلى قرية ويتجمع الأطفال والنساء بمكان يسمى "القلة" أو العيود، وهى حلقة يتم فيها تبادل التهانى وإعطاء الأطفال العيدية .حول "العيدية "كقيمة وعادة اجتماعية كيف بدأت ؟وكيف تطورت يقول الدكتور عاصم محمد على (أستاذ التاريخ الحديث )أن العيدية تمثل أحد أبرز المظاهر الاجتماعية التي لا تزال محتفظة بأصالة الماضي حيث تحرص أغلب الشعوب العربية على الاحتفاظ بها كعادة طيبة مهما اختلفت أوساطهم الاجتماعية و مستواياتهم المادية فكلٌ حسب استطاعته يعطى العيدية معتبراً أن إرتباط العيدية بالأطفال هو أهم أسباب استمرارها ، فإسعاد الأطفال يمثل أهم غايات الكبار. وأوضح أن العيدية كقيمة اجتماعية يرجع تاريخها إلى العصر المملوكي ولم تكن فى بدايتها مرتبطة بالأطفال كما هو الحال اليوم وإنما كانت تُعطى للجنود والأمراء والعاملين فى أول أيام العيد وكانت تتفاوت فى أشكالها مابين طبق مملوء بالدنانير الذهبية ، يقدم لكبار الجنود والأتباع وطبق آخر مملوء بالدنانير الفضية للعاملين وإلي جانب هذا وذاك كانت تقدم المأكولات المختلفة والتي أبرزها الحلوى والفاكهة ، ثم تطور الأمر فى العصر العثماني حيث أصبحت أكثر ارتباطا بالأطفال من خلال تقديم الهدايا والنقود وهو ما استمر إلى الآن وتابع د:عاصم أن العيدية شهدت بعض التغيرات بمرور الوقت ، ففي العصر الحديث تم ابتكار أشكال جديدة منها العلب الصغيرة جميلة المنظر التي توضع فيها النقود وكذلك استخدام الهدايا كاحد أشكال العيدية,مُعتبرا ًأنه مهما اختلفت أشكالها وصورها ستظل أهم مصادر البهجة للصغار والكبار أيضاً ومن جانبها اعتبرت الدكتورة سوسن فايد " الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية " أن العيدية فى حد ذاتها كموروث اجتماعي لم يتغير بل تُعد المظهر الأكثر احتفاظا ببداياته التاريخية حيث بدأ بالنقود ولازالت ، ولكن ما تغير هو فلسفة العيدية والهدف منها حيث كانت تعطى في الماضي كنوع من مكافأة للطفل على اجتهاده فى صيام شهر رمضان لافتة إلى أن هذه القيمة التربوية غابت عن كثير من الآباء اليوم وأنهت كلامها قائلة: بأن ما تحدثه العيدية من مردود اجتماعي إيجابي من خلال نشر التآلف والمحبة وما تحدثه من فرحة فى قلوب الأطفال تمثل فى ذاتها مقومات هامة تزيد من أهمية الحرص عليها كقيمة سامية .