"العميم" يواصل انتقاد "صحوة": أن تكون ركيكا وتتخيل أنك عبقري
  • Posted on

"العميم" يواصل انتقاد "صحوة": أن تكون ركيكا وتتخيل أنك عبقري

واصل الكاتب والباحث السعودي علي العميم، انتقاد مفهوم الصحوة لدى المفكر الإسلامي عدنان إبراهيم، في الحلقة الثالثة من سلسلة مقالاته التي يقدمها عبر صحيفة "عكاظ" السعودية تحت عنوان: "أن تكون ركيكاً ويخيل لك ولمعجبيك أنك عبقري". وتساءل "العميم"، عن معنى المنطق الثأري الذي ذكره "إبراهيم" مؤكدا أنه من سلبيات الصحوة، والذي اختلق أن أبا الحسن الندوي هو أول من تنبه إلى وجوده عند الإسلاميين، في كتابه التفسير السياسي للإسلام. وقال "إبراهيم" إن الندوي تنبه إلى هذه الفكرة، التي يسميها المنزع الثأري في فكر الصحويين، هم دون أن يشعروا، بحسن نية بلا شك أن  طبيعة علاقتهم بالسلطات القائمة علاقات صدامية في جوهرها، وحين تطوى مرحلة وتأتي مرحلة أخرى تصبح علاقات ثأرية، كالمرحلة الناصرية، مثلاً. ورد "العميم" على ادعاء "إبراهيم"، بشأن أن أبو الحسن الندوي أول من تنبه بوجود المنطق الثأري عند الإسلاميين، مؤكدا أن كتاب الندوي موضوعه مختلف جداً عما ادعاه، والندوي مثله مثل الإخوان المسلمين في مصر وسواها من البلدان العربية، محكوم في موقفه من جمال عبد الناصر والتجربة الناصرية بمنطق ثأري. أما الادعاء الثاني الذي أسماه "إبراهيم" بـ"المنزع الثأري"، تساءل العميم عن الوقت والمكان الذي انطلق منه هذا المصطلح في رأي "إبراهيم"، مشيرا إلى أن كتابات وأقوال الإخوان المسلمون (كتب، مقالات، محاضرات، ندوات، خطب، مجلات) عن جمال عبد الناصر وعن الناصرية، محكومة بمنطق ثأري قول شائع عند المثقفين، ابتداء من سبعينات القرن الماضي، وهي فترة كان لا يزال فيها "إبراهيم" طفلا، وفي آخر سنة منها، كان في أول سن مراهقته. وأكد "العميم"، أن هذا المفهوم يعني عند من أطلقه  أن الإسلاميين اتجهوا إلى أنه يجب أن تكون علاقتهم بالسلطات القائمة في أساسها محكومة بالتصادم، فوقع الصراع بينهم وبين السلطات القائمة، وكان تصادمهم معها بحسن نية  في المرحلة الأولى، أما في المرحلة الثانية، فلقد انتقلت العلاقة من علاقة صراع إلى علاقة ثأر، وضرب مثالاً لذلك بأدبيات الإخوان المسلمين المكتوبة عن عبد الناصر والتجربة الناصرية. ووصف "العميم"، أطروحات "إبراهيم" في هذا الشأن بأنه شرحاً مرتبكاً ومشوشاً وغائماً، كما كان في صياغته الأصلية، لا عن قصور في البيان وإنما لأنه قد أخذ بالرواية الأخرى المختلفة عن رواية الإخوان المسلمين، التي تقول إن الإخوان المسلمين هم البادئون بالصدام وليس ضباط الثورة، لافتا إلى أن "إبراهيم" دفعته عاطفته الحزبية ومشاعر الأخوة والخلاّنية والرفاقية، واضطرته رغبة التخفيف من ذنبه في ترك الأخذ برواية الإخوان المسلمين وتلطيف حدة معصيته في الأخذ بالرواية الأخرى، إلى تعميم ما هو خاص. وأضاف "العميم"، أن الإسلاميين اختلفت علاقاتهم بالسلطة السياسية وطريقة تعاملهم وموقفهم منها من بلد عربي إلى آخر، ولكل منهم قصة خاصة به، وما يجمعهم بالإخوان المسلمين المصريين في ما تحدث هو عنه، هو تمكن عقيدة ثأرية استولت على عقولهم وعلى وجدانهم، وتحكمت في نظرتهم وموقفهم من جمال عبد الناصر ومن التجربة الناصرية، وهذه العقيدة الثأرية تكاد تكون – في صلابتها ورسوخها - عقيدة دينية. ورد "العميم"، على ما قاله إبراهيم بشأن أننا جميعا أبناء دين واحد، فالدين ليس لنا كمصريين، وليس لنا كسعوديين، بل هو للعالمين، لا يمكن أن نأتي إلى دين المفروض فيه أن يكن نعمة يُتنعم ويُحظى بها – فنحوله إلى منطق صدامي وثأري وتصفية حسابات، بمعنى أو بآخر في أوضاع ضيقة ونطاق أضيق، واصفا ما قاله بـ"الكذب على الندوي". وأشار "العميم"، أن كل ما نسبه إليه لم يقل به ولم يقل بما يدنو منه ولو من بعيد في كتابه المذكور، إذ ادعى في ختام الكلام أنه ينقل عنه حرفيا، مضيفا أنه ينسب لكتاب موضوعاً لا يوجد فيه أي شيء منه، وهذا الكتاب الذي يشيد به موضوعه نقد واضح وتخطئة صريحة للطريق الذي سلكه في حديثه عن التاريخ الإسلامي، وهذا الحديث كان سبباً رئيساً في شهرته، وصنع له جمهوراً عريضاً متفاوتاً في علمه الديني وفي ثقافته العامة وفي أطوار سنه وفي اتجاهاته وفي ميوله وفي مشاربه.