الكاتب علي العميم يواصل انتقاده لبرنامج "صحوة"
  • Posted on

الكاتب علي العميم يواصل انتقاده لبرنامج "صحوة"

واصل الكاتب والباحث السعودي علي العميم، انتقاد مفهوم الصحوة لدى المفكر الإسلامي عدنان إبراهيم، في الحلقة الرابعة من سلسلة مقالاته التي يقدمها عبر صحيفة "عكاظ" السعودية، تحت عنوان: "أن تكون ركيكاً ويخيل لك ولمعجبيك أنك عبقري". وانتقد "العميم" المفكر الإسلامي عدنان إبراهيم، واصفا إياه بأنه ليس أكثر من مثقف ومدقق ومصحح إملائي ومراجع نصوص، وليس عالماً في الفنون الشرعية . ووصف العميم أسلوب "إبراهيم" بالسطحى الضعيف في تفسيره لظاهرة تقديس التدين المصري الشعبي للإمام البخاري، مشيرا إلى أن الفكرة التي ناقشها "عدنان" في إحدى حلقات برنامج "البيت بيتك"، ليوضح من خلالها أن إجاباته في هذا الموضوع كانت تتسم بالركاكة المنهجية وضعفا في المعلومات. وأكد أن الباحث والمثقف المحترف يستطيع أن يلتقط القضية ويجليها ويبسطها، ومن ثم يلقي عليها ضوءاً كاشفاً، وأن غير المدعي إذا سئل في إشكالية أو ملحوظة أو مفارقة أو متناقضة لم يمتلك تعليلاً لها، لا يلغو في إجابته، ويأتي بكلام خارج نطاق السؤال، مثلما فعل هو مع الإعلامي عمرو عبد الحميد حينما سأله ما إذا كان يعرف أن هناك في مصر من يحلف بالبخاري. وقال مفندا إجابة عدنان على سؤال لم يطرحه الإعلامي، إن الدليل على عدم صدقه ظهر واضحا في سرده لموقف مفاده أن مدققاً إملائياً ومراجع نصوص في صحيفة في مصر رفعت عليه قضية في محكمة لإغضائه عن جملة أخطاء كثيرة في أحد أعداد تلك الصحيفة، فلما صار في مواجهة القاضي فاجأ القاضي وأذهله بالقول مدافعاً عن نفسه باللهجة المصرية: "هو إيه أنا غلطت في البخاري". وأعرب "العميم"، عن استغرابه من أن "إبراهيم" دافع عن دفاعه عن نفسه قائلا إنه يمكنه الغلط في كتاب الله لكنه لا يحق له انتقاد البخاري، مؤكدا أنه لا عجب من مثقف غير متخصص في العلوم الشرعية قضى حياته كلها وهو ليل نهار إذا سمع باسم البخاري واسم كتابه فإنه يسمع إلى اسميهما محاطين بألفاظ العصمة والقداسة. وقال "العميم"، يبدو أن عدنان بدا كما لو كان فوجئ من رد المصحح وليس القاضي وأرجع قوله إلى أنه جاء نتيجة لإحاطة اسم البخاري واسم كتابه بألفاظ العصمة والقداسة والتمام، وإلى كون المصحح مثقفا غير مخصص في العلوم الشرعية ويقرر أن ما قاله به المصحح منطق سائد وشائع. وكشف " العميم"، أن تعليله وتقريره غير صحيحين لأن واقع الأمر أن هذا  ما هو إلا  مثل شعبي لا يقال إلا في مصر وحدها، وهذا المثل يشير إلى مكانة صحيح البخاري العليا في هذا البلد في الموروث الديني الشعبي في مصر، إلى حد تقديمه في بعض الأحيان على القرآن ولا صلة له بقضية أخذ بعض المحدثين بالحديث حتى لو تعارض مع آية في القرآن. وأخذ عليه تعليله أن المصحح مثقف مدني لا مثقف ديني وهو افتراض لا يقوم على بينة، فالمصحح من الممكن أن يكون ذا ثقافة دينية أو ثقافة أدبية أو ثقافة علمية أو عامة أو يكون غير مثقف إطلاقاً، موضحا أن مصحح بطل حكاية عدنان هذا المثل من باب المماحكة، والتهوين من شأن الخطأ الذي ارتكبه. وأردف أن من المعروف أن صحيح البخاري من أصح كتب الحديث عند أهل السنة، فلماذا انحصرت "التراكمات" في مصر ولم تشمل بقية أهل السنة في البلدان الأخرى؟، مشددا هنا على سذاجة التفسير التي تكشف عدم قدرته على التفكير السليم والصائب مثلما  يفكر المثقفون والباحثون الحقيقيون. وقال مصححا، إن العديد من الممارسات والطقوس والأقوال في التدين الشعبي المصري هي من آثار الدولة الفاطمية وهى دولة شيعية إسماعيلية، ذاكرا أن من بين الآثار وما أتى على نحو مضاد للدعوة الشيعية، كقولهم: "هُوّا أنا غلطت في البخاري"،  و"يا رفضي ويا بن الرفضي"،  والتي تأتى على سبيل "الشتم  واللعن"، موضحا أن قدسية كتاب البخاري وليس القرآن، جاءت ردة فعل على إحراق الفاطميين لكتابه في الشوارع والأسواق وحظر قراءته وتحريمها يستخلص. واصفا شرحه بالمرتبك الذي يحكمه المنطق الثأري مثله مثل كتابات الإخوان المسلمين عن عبد الناصر والتجربة الناصرية، مشيرا إلى أنه يشجبها بدليل نعته لها بالأدبيات الثأرية، وبدليل أنه لم يحرم جمال عبد الناصر من الترحم عليه في إحدى المرتين اللتين ذكر فيهما اسمه، ويستخلص من ذلك الشرح ومن كلام آخر له في أنه يقول بشرعية الأنظمة السياسية العربية سواء أكانت شرعيتها انقلابية "ثورية" أم تقليدية وأنه يدين الذين لا يقولون بشرعيتها باسم دعوى دينية. وأكد أيضا أنه وقع في تناقض أساسي حيث أنه لم يفطن أنه يتحكم فيه منطق انتقامي ثأري إزاء الخلفاء الأمويين وقال كلاما هو أسوأ وأحط مما يقوله الإخوان المسلمون في عبد الناصر. واختتم مقاله بنصيحة وجهها لمعجبي عدنان إبراهيم، بضرورة القراءة فيما يخص كلامه عن الأصولية المصدر الذي اختلس منه إذ سيجدون نسخة أصلية فاخرة، لا  كما رأينا  نسخة مصورة باهتة.