الشيخ علي الطنطاوي.. قصة مفكر دفع ثمن مواقفه غالياً
  • Posted on

الشيخ علي الطنطاوي.. قصة مفكر دفع ثمن مواقفه غالياً

قدم برنامج "الراحل" حياة الأديب والمفكر الشيخ الراحل علي الطنطاوي، الذي ترسخ وجوده في نفوس وذاكرة السعوديين منذ سبعينات القرن الماضي، وتناولت الحلقة دوره الفكري والإعلامي، ومواقف في حياته، أصعبها اغتيال ابنته "بنان" في ألمانيا. وانتقل الشيخ الطنطاوي إلى السعودية من سوريا عام 1963، وعمل مدرسا في كلية اللغة العربية والشريعة بالرياض، ثم انتقل منها للتدريس بكلية الشريعة بمكة، ثم عهد إليه بوضع أول مقرر للثقافة الإسلامية بالمملكة. ويقول حفيده مؤمن ديرانية، إن الراحل نشأ في بيت علم، ودار لا تنقطع فيها مجالس العلماء الذين كان يضيّفهم ويستمع إليهم منذ نعومة أظفاره، حيث توفي والده وهو في سن السابعة عشرة، فوجد نفسه عائلا وحيدا لأسرته، وعمل بالتدريس لإعالة إخوته ويصنف الطنطاوي على أنه أول شامي يقصد مصر للدراسة الجامعية العالية فيها. وفي هذا السياق، أوضح رئيس نادي أبها الأدبي د. أحمد علي آل مريع، أن الراحل التحق في مصر بنادي الموسيقى ونادي التمثيل وكاد أن يكون ممثلا، وانشغل في فترة من حياته بالنقد السينمائي. ويقول الأستاذ في جامعة أم القرى د. مجاهد الصواف، أنه عندما كان الأمر يصعب علينا في معرفة بعض الأمور، كنا نذهب للشيخ فيفتينا في كل شيء، حيث كان دائرة معارف إسلامية عربية متحركة. وتابع:"لو سألته عن أي شيء لأجابك ومع ذلك كان يحضر لأجوبة أسئلته على التلفاز بجد، وكان حريصا على معرفة آرائنا في بعض الأسئلة ليدرك كيف يخاطب جمهوره". ويشير وكيل وزارة الإعلام السابق الأستاذ محمد حيدر مشيخ، إلى أن الشيخ الطنطاوي كان يفتي على المذاهب الأربعة، ويأخذ من الدين ما يسهل على الناس أمور حياتهم وليس ما يصعبها عليهم. وقد دفع الشيخ الطنطاوي ثمن مواقفه غاليا، وفقد ابنته التي قتلت في ألمانيا على خلفية هذه المواقف، وهي الحادثة التي عانى منها حتى نهاية حياته. وفي هذا السياق، تقول حفيدة الراحل السيدة عابدة العظم: "كنا نعيش آمنبن مطمئنين، وفجأة تلقينا خبر قتل خالتي في بلد غربي، كان يحاول التماسك أمامنا وفي غرفته كان يعاني حتى أخر يوم من هذا الحادث". وعن أخر أيام حياته ، يوضح د. محيي الدين الحلو، صديق الراحل، أنه ذهب إليه قبل وفاته بأيام فوجده يقرأ في كتاب كبير، وقال له: "أنا لي 70 عاما أقرأ يوميا ما يعادل 350 صفحة، ولا أذكر أنني كنت ألعب مع الأطفال في طفولتي وصباي، بل كنت مولعا بالقراءة".