السيارات الكلاسيكية تجذب آلاف الهواة في الإمارات..
  • Posted on

السيارات الكلاسيكية تجذب آلاف الهواة في الإمارات..

يعشق الشارع الإماراتي السيارات القديمة، أو التي تسمى "السيارات الكلاسيكية"، والتي مرّ على تصنيعها عشرات السنين. ومن يمر بشوارع المدن الإماراتية، خاصة دبي وأبو ظبي والشارقة والعين، يرى سيارات كلاسيكية كتلك التي تظهر في الأفلام الأمريكية القديمة، تصطف أمام المنازل لتجذب الأنظار حولها، وتستقطب المارة لالتقاط الصور التذكارية إلى جوارها. وفي شارع الشيخ زايد بدبي، الذي يعد أهم طرق الإمارات، حيث أشهر ناطحات السحاب الإماراتية، وفي مقدمتها برج خليفة (أعلى مبنى بالعالم)، تمر السيارات الفارهة، والسيارات ذات التصنيع المحدود من أشهر الماركات العالمية، وإلى جوار تلك السيارات الفاخرة تمر السيارات الكلاسيكية القديمة، يقودها شباب وكبار في السن من هواة تلك المركبات. وفي كل عام تشهد المدن الإماراتية مهرجانات لعرض تلك السيارات، واحتفالات تظهر فيها تلك المركبات في استعراضات لافتة، وتتحرك في مواكب كبرى وسط هتافات وعدسات جمهور كبير يصطف على امتداد مسافات طويلة. وتعد هواية اقتناء السيارات الكلاسيكية، من أشهر الهوايات في الإمارات، وتجذب كل عام عدداً كبيراً من الهواة الجدد، ويقدّر عدد مقتني تلك المركبات بالآلاف، على الرغم من الكلفة الكبيرة لهذه الهواية، إذ تتكلف كل سيارة مبالغ بعشرات الآلاف من الدولارات، لاختيار السيارة القديمة، ونقلها إلى الإمارات عبر الجو أو البحر وإجراء صيانة كاملة لها لتستعيد قدرتها على التحرّك دون أعطال. وقبل أيام، اختتمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإماراتية فعاليات "مهرجان الإمارات للسيارات الكلاسيكية" الذي تضمن مسابقة كبرى تم خلالها اختيار 10 سيارات لتفوز بجوائز "أفضل سيارة كلاسيكية". وتم اختيار المركبات الفائزة وفقاً لآلاف الترشيحات التي قدّمها زوار المهرجان، وانتزعت سيارة مرسيدس صنعت عام 1934 المركز الأول، بينما ذهب المركز الثاني إلى سيارة فورد صنعت عام 1917، وفاز بالمركز الثالث سيارة كاديلاك فلوت، أما المركز الرابع فذهب إلى سيارة سبورت نوع فورد موستنج صنعت عام 1967. وتضمن المهرجان جائزة "أجمل سيارة تراثية" وفازت بها سيارة من نوع لاندروفر صنعت عام 1981، ونالت لقب "أجمل سيارة سبورت كلاسيك" مركبة شفروليه كورفيت من إنتاج عام 1975. المهرجان تم تنظيمه بالتعاون مع نادي أبو ظبي للسيارات الكلاسيكية بمدينة العين، واستمر لمدة سبعة أيام بالتزامن مع احتفالات الإمارات بيومها الوطني، وتم خلاله عرض عشرات المركبات القديمة المجددة، وعدد كبير منها قدم بها ملاكها من دول خليجية ومنها السعودية وقطر وعمان والبحرين. وشكل عدد كبير من السيارات المشاركة صورة لعلم الإمارات بألوانه الأبيض والأسود والأحمر والأخضر، في مشهد لاقى إعجابا كبيرا من الجمهور الإماراتي والعربي الذي يحتفل باليوم الوطني للإمارات. ويقول عبد الله النعيمي، مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الثقافة: شهد المهرجان اهتماما كبيرا من هواة اقتناء السيارات القديمة، وجذب مئات المهتمين لتفحص ومشاهدة السيارات المعروضة. وأضاف: شارك بالمعرض عدد كبير من السيارات القديمة، يعود تاريخ صنع أقدمها إلى عام 1925، بحسب مالكها، وهي من نوع "بوجاتي" وهي سيارة سباق قديمة سوبر كلاسيك صُفت مع ما يزيد على 19 سيارة أخرى يعود تاريخ صنعها إلى عشرات السنين لكنها ما زالت لافتة للأنظار، وجذبت اهتماما كبيرا من الجمهور. وأوضح النعيمي ان عروض السيارات الكلاسيكية تشهد إقبالاً كبيرا من الجمهور من مختلف الجنسيات والفئات العمرية حيث يجاوز عدد الزائرين ألف شخص كل يوم من أيام المهرجان، وكانت العروض تبدأ من الصباح وتمتد حتى المساء. ولفت إلى أن السيارات القديمة بالنسبة لجميع المشاركين في المعرض وحتى الزوار هواية في المقام الأول، وكثير من هواة اقتناء الأشياء الثمينة والنادرة يحرصون على اقتناء السيارات الكلاسيكية ويتنافسون فيما بينهم على شرائها. وخلال الشهر الماضي شهدت الإمارات، الدورة الثالثة من "مهرجان دبي للسيارات"، الذي استمرت فعالياته 12 يوميا، وتضمن عروضا مختلفة للمركبات القديمة. وينظم المهرجان مؤسسة دبي للمهرجانات، ووفرت من خلاله عروضا غير تقليدية للمركبات جذبت محبي عالم السيارات من مختلف أنحاء الإمارات ودول مجاورة. وتضمن المهرجان "موكب دبي الاستعراضي" وهو موكب ضم 600 سيارة، طافت شوارع دبي أمام حشد من الجمهور اصطف على جنبات الطرق لعدة كيلومترات. وأعطى إشارة البدء للموكب حمد بن سليم، بطل الراليات الإماراتي البارز، لتنطلق المركبات في شوارع دبي لعدة ساعات، يتقدمها أسطول من سيارات شرطة دبي الفارهة ودراجاتها النارية، وعدد السيارات الفاخرة، إلى جانب موكب للسيارات الكلاسيكية وسيارات فريدة من نوعها، وأخرى نادرة لا يتوافر منها سوى عدد محدود في العالم. ونظم مهرجان دبي للسيارات، مسابقة "أجمل سيارة" التي شهدت تنافسا كبيرا بين ملاك السيارات القديمة والفاخرة. ويقول عبد الحميد العوضي، أحد أعضاء لجنة التحكيم: أتاحت المسابقة لملاك السيارات النادرة والقديمة والفاخرة من الإمارات ودول الخليج، فرصة لاستعراض سياراتهم، والتي نالت إعجاب المتفرجين بتنوع الطرازات المعروضة، وقد تم اختيار عدد من الفائزين من خلال الحكم على معيارين هما المواصفات التقنية والجمالية. وتنافس في فئة المركبات الكلاسيكية سيارات أمريكية قديمة من فترة الأربعينيات إلى الثمانينيات من القرن الماضي، مع حضور طرازات مختلفة من "شيفروليه" و"كاديلاك" و"كامارو" و"فورد"، ووقع اختيار لجنة التحكيم على سيارة "فورد موستانج" طراز عام 1965 لتفوز بجائزة المهرجان. ولأن السيارات القديمة تجذب الأنظار، ويلتف حولها آلاف العشاق، اتجهت عدة مؤسسات لتنظيم حملات توعية بالأمراض والمخاطر اليومية، عبر إطلاق مواكب للسيارات الكلاسيكية في شوارع الإمارات، ومن أبرزها موكب أطلقته دبي لرفع الوعي باضطراب التوحد. وضم الموكب 75 سيارة تحركت في منطقة جميرا ونظمها مركز دبي للتوحد، المعني برعاية وخدمة الأطفال الذي يعانون من اضطرابات التوحد. ويعود تاريخ صنع السيارات المشاركة إلى أربعينيات القرن الماضي، واتسمت بالأناقة والعراقة حيث شكلت مسيرة مبهرة في شوارع المدينة. وقال منظمون للموكب "الهدف من جمع هذا العدد الكبير من السيارات هو لفت الأنظار إلى عرض التوحد واضطراباته، والتوعية بكيفية التعامل مع الأطفال المتوحدين". وقال محمد العمادي مدير عام مركز دبي للتوحد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "سعينا من خلال هذه المسيرة إلى تأكيد ضرورة الاهتمام بأطفال التوحّد، وتوعية الآباء والأمهات بأعراضه، ونوجههم للحصول على المساعدة الطبية المناسبة لأنفسهم ولأطفالهم على حد سواء".