السهر .. مزيج من العصبية والاكتئاب
  • Posted on

السهر .. مزيج من العصبية والاكتئاب

القاهرة- إيناس الشوادفي يعتبر السهر جزءاً من أسلوب الحياة لدى الكثير من الناس، فالتعوّد على ذلك يدفع الشخص تلقائياً إلى النوم في ساعات متأخرة من الليل حتى وإن كان مرتبطاً بمواعيد في الصباح الباكر. وتشير بعض الدراسات إلى أنّ القسط الوافي من النوم يومياً يساعد الدماغ على التخلّص من السموم الناتجة عن العمل والضغوط اليومية، وأنّ الحرمان من النوم قد يتسبّب في تدمير الخلايا الدماغية. بينما أشارت دراسة بريطانية إلى أنّ الأشخاص الذين يسهرون ليلاً أشد ذكاءً من أولئك الذين ينامون باكراً، وقامت الدراسة بالربط بين عدد ساعات النوم ومعدّل الذكاء، حيث أوضحت أنّ أولئك الذين ينامون الساعة 12 منتصف الليل ويستيقظون في السابعة من أجل العمل أشد ذكاء من غيرهم ممن ينامون في العاشرة مساءً. تقول إيمان مدحت (مدير تنفيذي): أعتقد أنّ السهر أمر سلبي، ورغم اعتيادي على ذلك إلّا أنني أتمنى تغيير نظام حياتي، فالنوم المبكّر لا شك أنّه أفضل. وتؤكّد ذلك رشا مصطفى (مهندسة) قائلةً إنّها تنام باكراً يومياً حتى في أيام الإجازات، وأنّ اضطرارها إلى السهر أحياناً يؤثر سلباً على حالتها المزاجية والصحية. في هذا الإطار تقول الدكتورة نهى خطاب (طبيب الأمراض النفسية بمستشفى العباسية): لا شك أنّ للنوم فوائد عديدة مثل: - مساعدة الإنسان على تجديد نشاطه واستعادة حيويته بشكل دوري. - الحفاظ على الحالة الصحية والنفسية بشكل عام. - زيادة مخزون الطاقة في الجسم. - الشعور بالانتباه وتنشيط الذاكرة. ولكن نظراً للتطوّر التكنولوجي الهائل، فقد تبدلت أنماط الحياة لدى الكثيرين فأصبحوا يسهرون لساعات متأخرة من الليل، مما قد يؤدي إلى حدوث خلل في إفراز هرمون الميلاتونين في الجسم الذي يؤثّر بشكل مباشر في عملية النوم. وتابعت خطاب قائلةً إنّ السهر وعدم الحصول على عدد ساعات كافية من النوم قد يسبّب العديد من المشاكل الصحية مثل: - الشعور بالإجهاد العام. - القلق والتوتر العصبي. - فقدان القدرة على التركيز. - خلل في وظائف الجهاز المناعي. - ظهور بعض البثور على البشرة واسمرار منطقة أسفل العين. - الإصابة بالأرق، والذي من شأنه أن يسبّب إصابة الشخص بالاكتئاب. ومما سبق توجّه خطاب عدداً من النصائح: - عدم تناول المنبهات ليلاً. - تجنّب الوجبات الدسمة قبل النوم. - عدم القيام بالأعمال المرهقة خلال الفترة المسائية. - تهيئة الجو في الغرفة من أجل النوم وإطفاء الأضواء، لأنّ الظلام يساعد على النوم. - قراءة بعض الكتب المسلّية في المساء. - التعوّد على تثبيت مواعيد النوم والالتزام بها حتى في فترة الإجازات. وفي نفس الإطار يقول الدكتور وليد الزهراني (استشاري الطب النفسي) خلال حلقة من برنامج سيدتي، المذاع على قناة "روتانا خليجية" إنّ الأشخاص الذين ينامون في ساعات متأخرة ويستيقظون باكراً من أجل العمل يكون لديهم معدّل التحفيز أعلى، نظراً لزيادة إفراز الأدرينالين، على عكس من ينامون لفترات طويلة، فهم يصابون عادة بالخمول صباحاً، لذا فإنّ السهر ليلاً يساعد على الإبداع ورفع الطاقة الإنتاجية للفرد. مؤكداً على أنّ لكل شيء ضريبته، فالسهر يؤدي أيضاً إلى الإصابة بالعصبية المفرطة، وسرعة الغضب، وحدة التوتر لدى البعض، خاصة في الأعمار المتقدمة بدءاً من العقد الرابع من العمر. مشيراً إلى أنّه يمكن تقسيم الأشخاص إلى قسمين: - صباحي: وهو الذي يشعر بالنشاط خلال النهار، ويقوم بأداء كل المهام إلى أن يأتي الليل. - مسائي: وهو الشخص الذي يفضّل القيام بجميع الأعمال ليلاً. مؤكداً أنّ أكثر الاشخاص عرضةً للإصابة ببعض الاضطرابات النفسية هم من يعملون لفترات دوام متنوّعة ما بين الليل والنهار، حيث إنّ ذلك يؤدي إلى تغيير مواعيد النوم من آن لآخر، مما قد يسبّب بعض التوتر وسوء الحالة المزاجية والاكتئاب على المدى الطويل.