الراتب الكبير للزوجة قد يهدّد استقرار الأسرة
  • Posted on

الراتب الكبير للزوجة قد يهدّد استقرار الأسرة

من بين الأسباب التي قد تعصف بالحياة الزوجية, أن يكون دخل وراتب الزوجة العاملة أكبر من زوجها, حيث يتسلل شعور لدى الزوج بأن ذلك يقلل من هيبته, وأن دوره الذكوري التقليدي قد انتزع منه جرّاء موروثات تقليدية راسخة حول مفاهيم الرجولة والأنوثة.وفي هذا السياق أكدت أبحاث اجتماعية أن انخفاض مستوى دخل الزوج بالمقارنة مع زوجته لا يشعره فقط بتقليل هيبته ومكانته كرجل الأسرة بل يؤثر على نفسيته وعلاقته العاطفية والحميمة مع زوجته للحد الذي قد يعوقه عن أداء واجباته الزوجية، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة واشنطن بشأن الاختلاف بين الزوجين في الحالة المادية أن الرجال الذين تتقاضى زوجاتهم رواتب أعلى من رواتبهم، هم أكثر عرضة لتناول الأدوية الخاصة بالعجز الجنسي. ومن منطلق تجربتها تقول "أماني" 53عاماً من مصر إن راتب ابنتها المرتفع كان أحد أهم أسباب الخلافات التي كادت أن تصل إلى حد الطلاق بينها وبين زوجها, حيث كان زوجها يعمل بشكل غير مستقر في بداية زواجهما, ولم يكن له دخل شهرى ثابت ما جعله دائم العصبية والرفض لأن تنفق زوجته على البيت، ما فاقم المشكلات بينهما إلا أنها هدأت بعد استقراره في عمله.أما "ل -س" 35عاماً فتقول إنه منذ عامين توفرت لها فرصة عمل بمرتب كبير لكن زوجها رفض أن تلتحق بها لأن راتبها في عملها الجديد سيكون أعلى من راتبه. في هذا السياق اعتبر الدكتور "نائل السود" أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة إن حالة الغضب أو الغيرة التى تنتاب بعض الأزواج حينما يكون راتب زوجاتهم أكبر من رواتبهم هو أمر ناجم عن موروث اجتماعي خاطئ وهو أن هيبة الرجل تتمثل في قدرته على الإنفاق, وأن ارتفاع راتب زوجته عن راتبه يقلل من هذه الهيبة معتبراً أن هذا التفكير التقليدي لا بد أن يتغير, ويكون للرجال منظور أكبر من ذلك يتمثل في أنهم وزوجاتهم كيان واحد وكل منهم يصب دخله في ماعون واحد، مؤكداً أن الأدوار التقليدية بين الجنسين قد تغيرت على مدى السنوات الماضية، حيث أصبح من الشائع أن تكسب المرأة مالاً أكثر من زوجها، نظراً للمكانة العلمية والاجتماعية التي وصلت لها كثير من النساء وهو أمر لا بد أن يتقبله الرجل ويسعد به بدلاً من أن يغضب منه. وعلى الجانب الآخر، حذر أن تتفاخر الزوجة بمرتبها وتشعر زوجها بأنه أقل منها, معتبراً ذلك سلوكاً مرفوضاً من شأنه أن يوسع دائرة الخلاف بينهما ويعصف بحياتهما.