التوازن النفسي للطفل ما بين الحرمان والتدليل
  • Posted on

التوازن النفسي للطفل ما بين الحرمان والتدليل

تعتبر عملية التنشأة الاجتماعية من أعقد المهام الإنسانية، حيث يصبح الوالدان في مواجهة مسئولية إعداد وتأهيل الأبناء وإكسابهم المهارات الحياتية اللازمة، ولكن تظل المعادلة الصعبة هي تحقيق التوازن ما بين الحرمان النسبي والتدليل المشروط. تشير إحدى الدراسات إلى أن الافراط في تدليل الطفل قد يأتي بنتائج سلبية مثل الحرمان تماماً، حيث إنه يؤثر على النمو العقلي والتطور الإدراكي للطفل، مما يجعله اتكالياً عاجزاً عن الاستقلال بذاته. مؤكدة أن افتقاد الطفل للمهارات الأساسية بسبب التدليل الزائد قد يجعله عاجزاً عن التعايش مع المجتمع فيما بعد، حيث يرى نفسه محاطاً بالعديد من المهام التي تقتضي الاعتماد التام على النفس. وفي هذا الإطار تقول الأستاذة حنان القزاز، المستشارة الأسرية: إن الإفراط في إظهار الاهتمام والحب تجاه الأبناء قد يحمل في سياقه بعض الجوانب السلبية، حيث يجب أن يكون الطفل على يقين تام بحب الوالدين، وفي ذات الوقت يجب أن يدرك جيداً أن هناك بعض المسئوليات الملقاة على عاتقه التي قد تتمثل في تصريف بعض شئونه الخاصة. متابعة أن إكساب الطفل مهارات الثقة والاعتماد على النفس لا تعني القسوة والحرمان العاطفي، بل تهدف إلى تقوية البنية التحتية لشخصيته تحت مظلة من حب ورعاية الوالدين. مؤكدة على بعض النصائح التربوية المهمة: - لا بد من التعبير عن مشاعر الحب تجاه الأبناء مما يشعرهم بالثقة بالنفس. - تجنب الاستجابة العشوائية لجميع مطالب الطفل، حتى لا يعتاد على سهولة الأمر، مما قد يدفعه إلى التمادي في المطالب دون حساب. - من الأفضل إشراك الطفل وجدانياً مع الحالة المادية للأسرة حتى يتعلم مبدأ تقدير ومراعاة الظروف. - اشتراك الطفل في الأعمال المنزلية يساعده على الاعتماد على النفس و يجعله يكتسب مبدأ القيمة في الحياة.