التأهيل النفسي للزواج.. طريق الاستقرار الأسري
  • Posted on

التأهيل النفسي للزواج.. طريق الاستقرار الأسري

الإقبال على الزواج يعد من أهم القرارات الفاصلة في حياة كل منا، لذا يجب على كل إنسان إمعان النظر جيداً ومراجعة الحسابات قبل الإقدام على تلك الخطوة المصيرية. تشير بعض الدراسات إلى أن الزواج هو عبارة عن علاقة إنسانية مركبة بين طرفين، وتلك العلاقة لها العديد من الدلالات والآثار النفسية من خلال التفاعل بين الزوجين، حيث المفترض أن يكمل كل واحد منهما الآخر؛ من خلال تحقيق الرضا والإشباع النفسي. تقول الدكتورة نهى خطاب، استشاري الطب النفسي: التهيئة النفسية للزواج من شأنها أن تجنّب المجتمع ارتفاع نسب الطلاق الملحوظة خلال الآونة الأخيرة. مشيرة إلى أهم المشكلات الشائعة التي تواجه المقبلين على الزواج عادة خلال فترة الخطوبة، ومنها: - ارتفاع سقف تطلعات كل منهما تجاه الآخر. - التركيز على صغائر الأمور أحياناً. - تصعيد حدّة الخلافات وتدخل الأهل. - عدم وضع أسس منطقية لاختيار شريك الحياة. مؤكدة بعض الأمور الهامة في هذا الشأن: - ضرورة أن تكون السن مناسبة للإقدام على الزواج. - إتاحة الفرصة لكي يتمكن كل منهما من التعرّف على سمات شخصية الآخر. - تجنب العند بين الطرفين، لأنه بمثابة نواة لمعظم المشكلات الزوجية. - التفكير مراراً عند الاختيار، فالزواج هو بداية لرحلة طويلة، لذا لابد من التأنّي. - لا بأس من استشارة أهل الخبرة من المتخصصين في العلاقات الزوجية والأسرية قبل الإقدام على الزواج. - يجب أن يعي كل من الرجل والمرأة جيداً أن الزواج علاقة تكاملية وليست تنافسية، لذا ينبغي أن يسعى كل منهما لإرضاء الآخر والعمل على إسعاده. ويعلّق الدكتور فهد المنصور، استشاري الطب النفسي، في برنامج "سيدتي" المذاع على قناة روتانا خليجية، بأن التهيئة للزواج تعني لدى الكثيرين مجرد الاستعداد المادي لتجهيز منزل الزوجية وخلافه. موضحاً أن الكثير من الشباب يغفلون عن المعنى الحقيقي للاستعداد النفسي للإقدام على تلك الخطوة الهامة في الحياة، ولا يعني ذلك أن الزواج هو عملية معقدة تحتاج إلى كتيب خاص، ولكن تجدر الإشارة إلى أهمية التأهيل النفسي للرجل والمرأة أملاً في تحقيق الاستقرار الأسري. مشيراً إلى أهمية تثقيف الذات عن كيفية إدارة مؤسسة الزواج، فالعلاقة الزوجية في الأساس علاقة شراكة بين طرفين، يجب أن يتقن كل منهما فن التعامل مع الآخر؛ حتى يحيا الطرفان حياة زوجية سعيدة. مؤكداً بعض الأمور الهامة التي تجدر الإشارة إليها ومنها: - يجب أن يكون الاختيار قائماً في المقام الأول على الأخلاق الكريمة، والسمعة الطيبة؛ لأن الاعتماد على المظاهر الخارجية فقط لا يؤسس لحياة مستقيمة. - يجب أن يكون هناك تواصل مستمر بين الطرفين خلال فترة الخطوبة، حتى يتمكن كلاهما من دراسة شخصية الآخر. - إيمان الطرفين بحقيقة وجود الاختلاف، مما يساعد كلاً منهما على تقبّل الآخر في كثير من الأمور. - لابد من تفهم الفروق الجوهرية بين الناس جميعاً، لذا فإن البحث عن شريك الحياة لا يمكن أن يتم وفقاً لقوالب جامدة، بل لابد من وجود نوع من المرونة في التعامل مع الأمر.