يمكن للعين البشرية إدراك الملايين من الألوان، لكننا لا نستطيع جميعا تمييز الألوان بنفس الطريقة. بعض الناس لا تستطيع أن ترى الاختلافات في الألوان، وهو ما يُسمى "عمى الألوان"؛ وذلك بسبب عيب أو غياب الخلايا في الشبكية الحساسة للمستويات العالية من الضوء، ولكن أيضًا في الأشخاص العاديين فإن توزيع وكثافة هذه الخلايا يختلف من شخص لآخر، ما يجعلنا نرى نفس اللون، لكن يختلف تمييز درجته تبعًا لاختلاف الخلايا. بالإضافة إلى الاختلافات الفردية البيولوجية، فإن تصور اللون يرتبط أكثر بما يفسره العقل لخلق شيء ذي معنى عن ما هو موجود في الحقيقة، بمعنى آخر فإن تصور اللون يحدث بالأساس في عقولنا. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يختبرون متلازمة "سينيستيسيا"، والتي تعني قدرة الفرد على ربط اللون بالحروف والأرقام، فمثلًا: رقم ثلاثة لونه أزرق وحرف الباء رمادي، وتوصف المتلازمة بأنها دمج للحواس، حيث يمكن للشخص أن يرى الأصوات ويسمع الألوان، لكن الألوان المرئية عندهم تختلف أيضًا من حالة إلى أخرى. مثال آخر: هنا المربع A والمربع B لهما نفس اللون تمامًا، لكن الدماغ يراهما مختلفين. [rotana_image_gallery rig_images_ids="573678,573680"] وبحسب موقع "الإندبندنت"، أشارت دراسة حديثة أن اللغة لها عامل رئيسي في تحديد اللون، فمنذ زمن ليس ببعيد لم تكن الشعوب تعرف اللون الأزرق على سبيل المثال، على الرغم من أنه أكثر الألوان ظهورًا في السماء والبحر، لكن في الأوديسة، الملحمة الشعرية اليونانية التي كتبها هوميروس، يوجد وصف واضح لـ "البحر المظلم الخمري" وليس الأزرق. وكثير من الحضارات خلطت بين اللونين الأخضر والأزرق، فمفردات اللغة لم تساعد على تمييز الدماغ للألوان لذلك نجد مصممي الأزياء والرسامين يطلقون أسماءً تبدو غريبة لغير الخبير؛ ذلك أن لغتهم المعنية بالألوان غنية بالمصطلحات العديدة والتعريفات المختلفة للظلال وتدرج الألوان. بعض اللغات مثل المستخدمة في بابوا غينيا وليبيريا تستخدم مصطلحين فقط لجميع الألوان وهما المظلم والمضيء، فالألوان مثل الأسود والأزرق والأخضر تصنف كألوان باردة مظلمة، وأبيض وأحمر وبرتقالي وأصفر تصنف كألوان دافئة مضيئة. [rotana_image_gallery rig_images_ids="573653,573654"] [more_vid id="4JYJLV14A44HwaW11JUhIQ" title="خدعة بصرية جديدة تفقد قدرتك على تمييز الألوان" autoplay="1"]