الأم.. نبع حنان نهرب إليها من واقعنا القاسي
  • Posted on

الأم.. نبع حنان نهرب إليها من واقعنا القاسي

الأم هي المنبع الأساسي في الوجود للحنان الذي لا يجف أبداً مهما حدث، فهي الدفء الذي يكتنف روح الأبناء ويشعرهم بأن العالم كله يتلخّص في لحظات يقضونها داخل حضنها، ومهما حدث يظل قلب الأم جنة لا نجد فيها إلا كل ما هو خيالي ورائع من مشاعر وأحاسيس تفيض بالسعادة. نتائج مثيرة للدهشة كشفت عنها دراسة علمية أجريت مؤخراً حول تأثير صوت الأم في الهاتف على أبنائها، حيث أكد الباحثون المشاركون في الدراسة أن كلمة واحدة منها تساوي حضناً قوياً لأبنائها، خاصة إذا كانوا في مرحلة المراهقة. يقول محمد علي، شاب في منتصف العشرينيات، توفيت والدته وهو في مرحلة الجامعة وترك ذلك في نفسيته جرحاً بالغاً، موضحاً أنه كان يحبها كثيراً، حتى في تلك الأوقات التي كانت تمنعه فيها من شيء يحبه، كان يعلم جيداً أن خوفها عليه وحبها له هو ما دفعها لحمايته من أي خطر حتى ولو كان صغيراً، وكل يوم يشتاق إليها أكثر من اليوم الذي يمضي، حتى والده رفض أن يتزوج من أخرى لأنه مازال يحبها كثيراً ويقدّس ذكراها ودورها الذي جعل منه ومن أولاده عائلة ناجحة. وكذلك "شيرين سعيد" وهي متزوجة منذ عامين تقريباً، فقدت أمها منذ أشهر قليلة لكنها مازالت حتى الآن تشعر وأنها موجودة حولها في كل شيء، ولا تستطيع أن تتوقف عن الاشتياق إليها أو نسيان أي ذكرى جمعتها بها، تروي شيرين: "لقد كانت صدمة فراق أمي أكبر صدمة تعرضت لها في حياتي بأكملها، لم أتصور يوماً أنني لن أهاتفها صباحاً لأشكو لها همي أو مساءً لأمزح معها بشأن يومي وأستمع إلى نصائحها، كنت أحب كثيراً اليوم الأسبوعي الذي أذهب إليها فيه، كان يكفيني لأشعر بحنان لا يستطيع أي فرد أن يمدني به مهما كان، أتمنى أن يرزقها الله سعادة غامرة في الجنة بقدر ما أشتاق لها". يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري علم النفس، إن فقدان الأم يخلق حالة من الجو النفسي الصعب والمؤلم على الأبناء، فهي بمثابة العمود الذي يسند جميع العائلة، وبمجرد فقدانها يتحول كل شيء إلى فوضى سواء في المشاعر أو الالتزامات، فهي تتحمل المسؤولية الكبرى كأنها تملك مائة يد تستطيع أن تنظم من خلالها عالماً سحرياً ومدهشاً ينعم به أبناؤها. وأضاف فرويز: "الحرمان من الأم خاصة في مرحلة المراهقة، من أصعب الأمور التي قد يمر بها أي شخص، فالمراهقون بحاجة دائماً إلى من يستمع إليهم ويوجههم ويحمل عنهم خوفهم، لذلك هذه المرحلة تلعب فيها الأم دور الأب والصديق؛ لتستطيع تنشئة جيل جديد يقدر على مواجهة صعوبات الحياة بشجاعة وقوة".