الأمر تحول إلى لعنة.. الملك "ميثراداتيس السادس" تناول السُم ليتجنب اغتياله به
  • Posted on

الأمر تحول إلى لعنة.. الملك "ميثراداتيس السادس" تناول السُم ليتجنب اغتياله به

روتانا - منة الله أشرف "ميثراداتيس السادس" ملك البنطس، لُقب بـ"ميثراداتيس" العظيم، وبـ"يوباتور" واللقب الشائع هو "ملك السم"، فقد كان أخصائيا ممتازا عندما يتعلق الأمر بالسُم. كان الملك مهووسا بأخذ جرعات صغيرة من السم المستخرج من النباتات والحيوانات والمعادن الثقيلة، المعد خصيصًا لمساعدته على تطوير مقاومته الجسدية في حال إذا ما حاول البعض تسميمه، حيث كانت الوسيلة الشائعة، تكاد تكون الوحيدة المختارة في عمليات الاغتيال لآلاف السنين، أُعجب بـ"أكل السم"، وقتل أمه ليصبح ملكًا، وكان أسوأ عدو لـ إمبراطورية روما. بدأ الملك "ميثراداتيس" بتثقيف نفسه بكل شكل من أشكال السم، وباتت هذه المعرفة لاحقا عدوه الأكبر، وكان لديه سببا وجيها ليصبح السم هاجسه، حيث أن الحاكم السابق والملك، "ميثراداتيس الخامس"، اغتيل بالسم في مأدبة عام 120 قبل الميلاد في مدينة سينوب، نفس المكان الذي ولد فيه "ميثراداتيس السادس"، وكان لديه الكثير من الأعداء يخشى أنهم قد يغتالوه. [vod_video id="OkxY8dUM3cf2e6r59MOcvQ" autoplay="1"] [readmore post_link="https://rotana.net/%D9%86%D9%88%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B8%D9%84%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A/" ] ينحدر من نسل "الإسكندر الأكبر"، و"داريوس" من بلاد فارس، ومع الوقت لُقب بـ "يوباتور" يعني "ولد من أب نبيل"، كان ملكا قويا، خلق إمبراطورية امتدت من الروافد الشمالية للبحر الأسود إلى سوريا وأرمينيا، وفي حين احتقره تاريخ روما بسبب المذبحة التي تسبب فيها بقتل 80 ألف مدني عام 88 قبل الميلاد، اعتبره الإغريق والفرس "المنقذ" من سوء الحكم الروماني القمعي. من أجل تعلم أسرار السموم بدأ في مزج الأعشاب المختلفة معا، ووضع السموم المميتة ثم أخذ جرعات صغيرة منها، غير مميتة، يصنعها بنفسه؛ لضمان أن جهازه المناعي سيكون قادرًا على البقاء على قيد الحياة، فدرس كل ما وصل تحت يديه، وتشاور مع معلميه، ليغلب الخوف الشديد من اغتياله بالسم. في يومنا هذا، أصبحت هذه الممارسة معروفة باسم "مَثْرَدَة Mithridatism" وهي تعني اكتساب المناعة لمادة سامة بتناول كميات صغيرة ومتتالية منها، وهو نظام يمارس في أجزاء من العالم وفي مجالات فريدة، مثل الأشخاص الذين يعملون بالسموم ذات الطبيعة الخاصة. [readmore post_link="https://rotana.net/%D8%A3%D8%B5%D9%84-%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B3%D9%8F%D9%85%D9%8A%D8%AA-%D8%A8%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%85/" ] استمرت حروب "ميثراداتيس" ضد روما 4 عقود، في 3 قارات، وفي النهاية، انتصرت روما، وفقد الملك "ميثراداتيس السادس" مملكته، وكانت الجمهورية الرومانية بدورها تعاني بالفعل من ثورات العبيد والعنف، وعلى شفا الدمار. وأشاد السياسي، "نيكولو مكيافيلي"، الذي أصبح فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي، بعبقرية "ميثراداتيس" العسكرية، وبحث الملوك الأوروبيون عن إكسيره السري ضد السم، وألهمت حياته الأوبرا الأولى لـ"موزارت"، بينما كان الشعراء والمسرحيون، لقرون عديدة، يرددون حكايات عن انتصاراته وهزائمه ومكائده ومحظياته وموته الغامض. يصف كتاب "ملك السم"، حياة الملك "ميثراداتيس السادس" بعدما فقد كل ما حارب من أجله، حيث انسحب من العار الذي لحق به إلى قلعة في بانتيكابييا، وكان محاطا بأعدائه الذين سعوا للإطاحة به. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A9-%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D9%82%D8%B1/" ] لم يكن هناك أي وسيلة للخروج، فاستشعر الملك العظيم عدو روما نهايته الوشيكة، وقرر أن لا خروج سوى الانتحار، الآن سنوات زرعه للسم في جسده تحولت إلى لعنة، جهازه المناعي بات محصنا ضد أي سم كما أراد تماما، حاول الملك اليائس والغاضب مرارا أن ينتحر بتناول جرعات السم لكن ذلك لم يكن مجديا، وهكذا طلب من أحد المرتزقة أن يطعنه، وتقول رواية أخرى أنهم أعطوه خنجرا وأجبروه أن يطعن نفسه، أو طلب من صديقه أن يطعنه، ليصبح بذلك أسطورة الملك الذي لا يقتله السم، وانتهى بذلك أخطر أقوى أعداء روما، ووضع نهاية درامية لمملكته الكبيرة. اليوم، لا يعلم كثيرون عن الملك الذي تحدى الإمبراطورية الرومانية منذ ألفي سنة قبل الميلاد، مع ذلك، في العصور القديمة والعصور الوسطى، كان مشهورًا مثل هانيبال، وسبارتاكوس، وكليوباترا السابع من مصر، وغيرهم من أعداء روما، أُرسلت جثته إلى بومبي، ودُفن في سينوب الرومانية. [more_vid id=" OBSWGYyKWV3Hw9wjnUG1w" title="قطع الأذن والرؤوس عقوبات السرقة والهرب.. حكاية «تشنغ ساو» القرصانة التي روعت بحر الصين الجنوبي" autoplay="1"]