ربما سمعنا عن "الأكياس الدهنية"، لكن قد لا يعلم البعض حقيقتها، حيث يشعُر من يُصاب بها بالفزع، بمجرد ذكر اسمها، نظراً للخلط الشديد بينها وبين الأورام الخبيثة، وفي حقيقة الأمر لا توجد أي علاقة بينهما.الشعر من مكونات الجلد، وبجانب كل شعرة توجد غدة دهنية صغيرة تفتح قناتها في بصيلة الشعر، ومن خلال هذه القناة يصل الإفراز الدهني للشعرة وللجلد حتى تتم المحافظة على رطوبتهما، لكن في بعض الأحيان قد يحدث انسداد لتلك القناة فيتكون كيس يمتلئ بالدهن المفرز من الغدة يُسمى بالكيس الدهني، وقد يرجع هذا لأسباب وراثية.أظهرت الدراسات الجينية على الفئران وجود ارتباط بين الجينات وجين صاحبة الجلالة (الجينات المرتبطة بالسمنة) وتطور الأورام الدهنية (الليبوما)، وهذه الدراسات دعمت البيانات السابقة في الإنسان وتبين وجود ارتباط بين العامل الوراثي (جين) صاحبة الجلالة وورم جيم.ويُظهر هذا الكيس في الأماكن التي تحتوي على شعر أكثر مثل اليدين والرقبة والظهر والأذنين والرأس وفي الأماكن الحساسة، ويتخذ الشكل الدائري أو البيضاوي وتختلف أحجامه ما بين مليمترات إلى 5 سم وربما أكثر، ولا يشعر الشخص المصاب بألم فيه إلا في حالة الالتهاب الشديد، التي يصاحبها إحمرار وانتفاخ في الكيس، مع ارتفاع درجة حرارة المنطقة المحيطة به.يوضح الدكتور عبد الرحمن الشيمي، استشاري الأمراض الجلدية، أن الرجال هم الأكثر عرضة من النساء في معدلات الإصابة بالأكياس الدهنية، نظراً لوجود الشعر في أجسادهم بشكل أكبر.يقول "الشيمي": "في أغلب الأحيان يكون العلاج غير جراحي، عن طريق كمادات الماء الساخن، أو باستخدام بعض المراهم، أما في حال استئصال الكيس ومحتوياته جراحياً، فإن العملية تكون بسيطة ولا تستغرق وقتاً طويلاً، ويتم تخدير المريض فيها بمخدر موضعي".وعن الطرق الطبيعية لعلاج الكيس الدهني "الليبوما"، فقد ذكر أحد الأبحاث العلمية أن زيت الخروع يُستخدم لمختلف الأمراض الجلدية، حيث يكون فعالاً لعلاج الأكياس الدهنية والتقليل من آلامها، بتمرير قطعة قماش قطنية نظيفة غارقة في هذا الزيت على الأكياس الدهنية، واتباع ذلك عن طريق الضغط الدافئ للحصول على أقصى قدر من المنافع.