الآباء يتحمَّلون مسؤولية هوايات أبنائهم
  • Posted on

الآباء يتحمَّلون مسؤولية هوايات أبنائهم

  تحلم كل أسرة بمستقبل ابنها وتتمنى أن يصبح طبيباً أو مهندساً أو ضابطاً أو يدرس إدارة الأعمال؛ ليتولى قيادة شركة والده.. وتظل الأسرة تتعامل مع هذا الحلم، بل هناك بعض الأسر تنادي على أبنائهم بالمسمى الوظيفي "يا مهندس فلان"، ولكن تبدأ المشكلة عندما يكبر الابن ويتمرد على هذا الحلم؛ لأنه بمنتهى البساطة لا يرى نفسه فيه ويريد أن يصبح عازف جيتار أو ممثلاً. وهناك دراسة أجريت على عدد من الشباب لمعرفة إلى أي مدى يستفيد الشباب من مواهبهم فوجدوا أن 70% منهم لم يمارسوا مواهبهم بعد مرحلة الطفولة وأنهم لو حافظوا على تلك المواهب وتطويرها لأصبح لديهم مستقبل أفضل مما هم عليه الآن. تقول نهى محمود – صيدلانية، إن لديها طفلين أحدهما يهوى الرسم والأخرى تمارس رياضة الباليه، موضحة أنها لا تسمح لابنيها بأن يمتهنا هذا الهوايات معتبرة أنها مجرد هواية يمارسانها لشغل أوقات الفراغ فقط. وهذا على عكس مما قاله أحمد يحيى – مهندس، فابنه عمر ذو الـ5 سنوات يحب كرة القدم ويتمنى أن يصبح لاعباً مشهوراً وهو يشجعه على ذلك معتبراً أنها من الهوايات المفيدة التي من الممكن اعتبارها مورداً مادياً لمستقبله وحياته. وتوضح الدكتورة منى الشيخ، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، أن هناك دائماً إشكالية فيما يحلم به الآباء وما يريده الأبناء، وعادة نجد الآباء يحلمون بالأشياء التي عجزوا عن تنفيذها، كما نقول دائماً لأنهم يريدون أن يجدوا أنفسهم في أبنائهم، وهذه الفكرة في حد ذاتها ليست عيباً ولكن المشكلة تظهر عندما لا يرى الابن نفسه في هذا الحلم؛ فيبدأ الصراع داخل الأسرة والذي عادة ما ينتهي لصالح الآباء لأنهم هم من يتحكمون في المسألة المادية. لافتة إلى أن هناك بعض الآباء يصدرون أحكاماً غير قابلة للنقاش ودائماً ما ينتهي الحوار بعبارة: "أنت لا تفهم شيئاً في هذه الدنيا". وهذا التصرف في غاية الخطورة؛ لأن النقاش الهادئ والمثمر أفضل بكثير من إصدار أحكام مطلقة، قد تؤثر على شخصية الابن وتهز من ثقته بنفسه وتشعره بأنه غير قادر على اتخاذ القرار. وتوضح أستاذة التربية أن رفض الأسرة بأن يستغل ابنها هوايته في العمل بها يرجع إلى أمرين: الأمر الأول: النظرة السيئة التي ينظرها المجتمع لأصحاب هذا المهن مثل الفنية أو الغنائية. الأمر الثاني: هو تدني دخول بعض المهن أو أنها غير ثابتة الأجر مثل الرسام أو عازف الموسيقى. مشيرة إلى أنه على عكس لعبة كرة القدم التي تراها بعض الأسر أنها مصدر سريع للشهرة والربح فيشجعون أولادهم عليها. موضحة أنه في حالة ما إذا كان الابن بالفعل موهوباً في العزف وخبراء الموسيقى أكدوا ذلك، فيجب على الأسرة أن تشجعه. أما إذا طلب أن يتعلم في الكبر لمجرد أنها مهنة مريحة تحوّله إلى نجم له معجبون؛ فيجب ألا يضغطوا عليه بل عليهم تشجيعه حسب عدة رؤى واحتمالات مستقبلية ليقرر اختياره من بينها بما يناسب إمكانياته دون فرض الرأي. وتقدم الشيخ بعض النصائح للآباء والأبناء تتمثل في: أولاً للآباء: - عدم التمسك برسم خط معين للابن وإلزامه به. - مساعدة الابن على اكتشاف ذاته وهواياته. - عدم المقارنة بين ابن وآخر. ثانياً للأبناء: - البحث عن طريق التميّز وليس الطريق الذي يدرّ أرباحاً أكثر. - اكتشف قدراتك بالاستفادة من خبرات الآخرين. - كن مرناً في الحديث واحترم رأي الآخر وناقش بهدوء. - لا تتحوّل إلى ديكتاتور مع ذاتك، بل دلّلها وأعطِ لها فرصتها لتحديد اتجاهاتها.