أعلن فريق علمي التوصل إلى سر طال انتظاره، وحيرهم على مدار عشرات السنين، حول سبب اختفاء المادة الغامضة بشكل شبه تام، مع بدء الانفجار الكوني الكبير، قبل 14 مليار سنة. وتتكون المادة من جزيئات ذات خواص معاكسة للمادة العادية: «شحنات موجبة بدل السالبة والعكس»، بحيث يؤدي لقاؤهما إلى انعدامهما تماما، ويلفّ غموض كبير هذه المادة المضادة. وتمكن العلماء من كشف بعض الأسرار، التي يمكن أن تشكل خطوة لفهم اللغز، بحسب نتائج دراستهم التي نُشرت في مجلة «نيتشر» البريطانية حديثا. وقال العلماء إنه إذا كان التقاء المادة العادية، بنظيرتها المضادة، يحيل وجودهما إلى العدم، فإن ذلك يعني أن الكون كان يجب أن يزول بعد نشوئه، لأن المادة، والمادة المضادة كانتا متساويتين، إلا أن ما جرى هو أن المادة المضادة زالت، وبقيت المادة العادية، فصار الكون على ما هو عليه. ويسعى العلماء، منذ عقود لفهم الفارق الذي جعل الأولى تختفي، والثانية تبقى، لكنهم كانوا يواجهون صعوبة كبيرة، في دراسة المادة المضادة، لأنه من الصعب الإمساك بجزيئات منها لدراستها. وتوصل العلماء في دراستهم الجديدة، إلى تصميم ذرات من المادة المضادة للهيدروجين، ثم عكفوا اعتبارا من عام 2016، على دراسة خواصها، بالأشعة فوق البنفسجية، ودرسوا تفاعل 15 ألفا، من هذه الذرات بدقة عالية، لم يسبق لها مثيل، وقارنوا خواصها بأخرى من مادة الهيدروجين العادية. وقال الباحث "جيفري هانغست": «حتى الآن، تبدو المادة والمادة المضادة متشابهتين، لكن عدم التوصّل إلى تحديد الفرق لا يُحبطنا، فمجرّد تحديد الخواص في المادة المضادة بهذه الدقة هو فاتحة عهد جديد، وربما المفتاح لفهم الفرق بين المادتين». [more_vid id="uAUUgObu44AhAUExg3DLOQ" title="أخطبوط يتحول إلى كومة أصداف" autoplay="1"]