اخطب لبنتك .. توجّه جديد للآباء فهل يقبله المجتمع ؟
  • Posted on

اخطب لبنتك .. توجّه جديد للآباء فهل يقبله المجتمع ؟

فى ظل شبح العنوسة الذى يطارد الكثير من الفتيات في مجتمعنا العربى ,أقدم بعض الآباء على خطوة اعتبرها البعض خروجاً عن المألوف وخرقاً لما جرت عليه العادة ,وهي أن يبحث الأب لابنته عن زوج ، بل إن بعضهم لجأ إلى إعلانات الزواج المبوبة في بعض الجرائد المشهورة , أو بطرق أخرى أكثر سرية .ونظراً لأن ما نناقشه لا يرقى لحد الظاهرة ، لكنه أمر ملفت طرحناه للنقاش ، واستطلعنا خلاله الآراء التي تنوعت بين الرفض المطلق والتأييد المتحفظ !في هذا السياق أبدى "محمود عبد المنعم 43 عاماً" تقبله للأمر معتبراً أن بحث الأب عن الزوج المناسب لابنته أمر طيب طالما أحسن الاختيار ولم يكن ساعياً لتزويجها من أجل الزواج فقط . مؤكداً أن كثيراً من الشباب لا يجد غضاضة في الأمر طالما استشعر نية الأب الصادقة ، مشيراً إلى أنه على معرفة ببعض الزيجات الناجحة والتي كان فها الأب من اختيار زوج ابنته !.وعلى النقيض أبدى جمال عبد الغفور "59 عاماً" رفضه التام لفكرة بحث الأب عن زوج لابنته مهما طال بها العمر بدون زواج معتبراً أن فيه إساءة بالغة له ولابنته , فالأصل أن تكون البنت هي المطلوبة وليس الطالبة ,مضيفاً "إننا نعيش في مجتمع له تقاليد لابد أن نلتزم بها مهما اختلفت الأوضاع " وعن تجربته الخاصة يؤكد الحاج " اسماعيل 60 عاماً " ولديه 5 فتيات زوّج منهن ثلاث ؛ أما الرابعة فكان هو من اختار زوجها ,مؤكداً أنه لم يندم على اختياره ولم يُقبل على الأمر إلا لرغبته في مصاهرة أحد الشباب الصالحين والمجتهدين مؤكداً أن ابنته تعيش سعيدة معه ولديها من الأطفال اثنين .في هذا الاطار تقول الدكتورة إيمان الشريف " أستاذ علم الإجتماع " بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة :أن يكون الأب هو الخاطب والباحث لابنته عن زوج أمرٌ قد يجد الكثيرون فيه نوعاً من الغرابة نظراً لمخالفته العادات و التقاليد التي تربوا عليها والتي يسعى فيها الشاب لخطبة الفتاة وليس العكس . وأضافت : المقياس الحقيقى للحكم على هذا التوجه بالرفض أو القبول هو مدى نجاح التجربة وحسن اختيار الأب ، فإذا كان الأب مخلصاً في نيته من منطلق شعوره بالمسئولية تجاهها فإنه سيبحث لها عن الزوج الخلوق والمستقيم الذى يطمئن عليها معه بعد وفاته ، معتبرة أنه في هذه الحالة يكون تصرف الأب إيجابي لاغضاضة فيه مهما تناوله البعض بالرفض طالما كان الطرف الآخر متفهماً للأمر ولا يتناوله من منطلق آخر ينتقص من كرامة الفتاة ، وتابعت : أما إذا كان الأب يبحث عن صاحب المال مثلاً فإن الأمر فى هذه الحالة يكون مرفوضاً ونذير فشل ويكون الأب قد أساء لابنته بدلاً من أن يبحث لها عن السعادة.