إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أصبح شيئا مألوفا بين الكثيرين، إذ لا يستطيعون تخيل حياتهم بدون "السوشيال ميديا"، ويقضون معظم يومهم في متابعتها ومحادثة أصدقائهم ومعارفهم الجدد عليها، ويعتقدون أنهم بذلك يصبحون أكثر اجتماعية واختلاط بالآخرين، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فكل ما تفعله مواقع التواصل بهم هو جعلهم أكثر عزله عن الآخرين. وبحسب ما توصل إليه عدد من الباحثين الأمريكيين في مجال الصحة النفسية، فإنه بالرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي قد صممت لمساعدة الناس على التواصل فيما بينهم، إلا أنها زادت من شعورهم بالوحدة والعزلة. وأوضح باحثون بريطانيون أنه كلما زادت المدة التي يقضيها الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي كلما كان أكثر عرضة للانعزال عن الآخرين، حيث اكتشف الباحثون أن من يقضون أكثر من ساعتين على الإنترنت يضاعفون فرص إحساسهم بالانعزال. وقال عالم النفس في كلية الطب بجامعة بتسبرغ، برايان بريماك، إن الحياة الحديثة المليئة بمواقع التواصل الاجتماعي تميل إلى عزلنا عن الآخرين، الأمر الذي جعل المشكلات الصحية العقلية والانعزال الاجتماعي تزداد حتى أنها وصلت إلى درجة الوباء بين المراهقين، وذلك بحسب "سكاي نيوز". وأرجع الباحثون سبب شعور رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالعزلة إلى أنهم كلما قضوا مدة كبيرة في متابعة تلك المواقع كلما قل تفاعلهم مع الآخرين في الواقع، لافتين إلى أنها لا تجعل الشخص يشعر بالعزلة فقط، ولكنها تعزز لديه أيضا الشعور بالحسد والإحباط والملل عندما يقارن حياته الشخصية بحياة الآخرين على مواقع التواصل.