السمنة وزيادة الوزن والصراع المستمر مع أنفسنا لتحقيق المعادلة الصعبة في ظل وجود الكثير من أصناف الطعام الشهية وفشلنا الدائم في اتباع أنواع كثيرة من الريجيم دون نقصان حقيقي في الوزن ولو قليلاً تضعنا في حيرة وتمثل شعوراً بالذنب أحياناً. فكيف يختار الإنسان نوع الحمية الغذائية التي تناسبه وتحقق له نقص الوزن دون الحرمان أو الإصابة بأعراض مرضية نتيجة اتباعه هذه الحميات أو غيرها؟.. وتشير الدراسات إلى أن أخطر ما في السمنة أن مشاكلها الصحية كثيرة ومتنوعة، ولعل أخطرها الإصابة بأمراض القلب وضيق الشرايين بل الإصابة بالأورام لبعض الحالات. تقول الدكتورة هدى وصفي، استشاري الصحة العامة والتغذية: مما لاشك فيه أن السمنة لها أضرار كبيرة على الصحة؛ فقد أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات أن السمنة هي ثاني أخطر عادة تؤدي إلى الوفاة، بعد التدخين. موضحة أن فقد الوزن الزائد أمر يتطلب من الشخص الكثير من الإرادة والرغبة الشديدة للقيام بهذه المهمة، كما يتطلب منه البحث عن الطبيب الجيد الذي يضع له نظاماً للطعام المناسب والذي سيؤدي به إلى فقدان وزنه دون الإضرار بصحته أو الحرمان من الأطعمة التي يفضلها. مؤكدة أنه يجب أن يكون النظام الغذائي مناسباً لطبيعة جسم الشخص واحتياجاته، ولا مانع من أن يستخدم مريض السمنة الأدوية المساعدة لإنقاص وزنه، بشرط ألا تكون بشكل عشوائي بل يجب أن يحدده الطبيب المعالج ويحدد جرعاته ومواعيده بحسب حالة المريض وجسمه. وأوضحت د.وصفي أن هناك لغة للجسم فحينما أمنح جسمي طعاماً وأشعر أنني أفضل صحياً وأكثر نشاطاً وحيوية، يكون هذا هو الطعام المناسب له. أما حينما أمنع نفسي عن الطعام فوقتها أضع جسمي في حالة الدفاع عن نفسه وقد لا يحرق سعرات حرارية عالية وهنا يصبح الريجيم بلا فائدة. وتابعت أن هناك أنواعاً كثيرة من الحميات الغذائية يختلف تقبّل الجسم لها عن آخر وكذلك من طريقة تناول هذا الشخص للطعام المخصص لهذه الحمية وهي تتمثل في: - الحمية النباتية ويفضلها الأشخاص النباتيون وتكون مفيدة لمريض الضغط والقلب والكوليسترول وأيضاً مريض حصوات المرارة. وهي من الحميات التي تقي من السرطانات، إلا أنها قد ينتج عنها الإصابة بالأنيميا نتيجة لنقص تناول اللحوم. - حمية السوائل ويستخدمها من يتعجّلون التخسيس وتكون عن طريق تناول الطعام على شكل سوائل دون مضغ، فمنهم من يشربون الحليب فقط أو يتناولون شوربة خضار والبيض المخفوق ويظن أن هذا كافٍ. إلا أن هذا النوع من الحمية يصيب متابعيه بالملل، وقد يصيب الشخص بالإسهال والأنيميا وكذلك نقص فيتامين "b". - حمية الألياف هناك من يعتقد أن تناول الألياف فقط يملأ البطن، ويمنح الشعور بالشبع ويقلل الوزن، إلا أن الألياف جزء من الحميات عموماً. وفوائدها تتمثل في أنها تقلل كمية الطعام وتقلل نسبة السمنة لقلة السعرات الحرارية وتكون مفيدة لمرضى القلب والسكري، ولكن مع إضافة الكربوهيدرات، أما عن أضرارها فقد تصيب بعض الأشخاص بالإسهال أو التهاب القولون. - حمية قليلة السعرات وغالباً ما يلجأ إليها الشباب ليحصلوا على النتيجة السريعة، ولكن عند تكرارها يفاجأ الشخص بفشله وسرعة في زيادة الوزن بمجرد تركها. وتقدّم استشاري الصحة العامة بعض النصائح للحفاظ على جسم صحي وهي كالتالي: - ممارسة الرياضة نصف ساعة يومياً على الأقل. - الابتعاد عن التدخين والوجبات السريعة. - اختيار الأصلح والأنسب من أنواع الحميات والغذاء المناسب لجسم كل فرد؛ بما يتناسب مع مقاومات وأجهزة الجسم.