إنسانية رجل أمن.. تبرع بكليته لطفلة لا يعرفها
  • Posted on

إنسانية رجل أمن.. تبرع بكليته لطفلة لا يعرفها

بالرغم من أنه لا تجمعه بها أي سابق معرفة، ولكن إنسانيته دفعته لإعطائها جزءا من جسده، رحمة بها، وإيمانا منه أن "المؤمنين كالجسد الواحد". خالد بن عبد الرحمن الصويغ يبلغ من العمر 46 عاما، ويعمل رجل أمن في قوة طوارئ الرياض، أخذ قطعة من جسده وزرعها في جسد الطفلة مياس بنت عبد الله الفريدي ، والتي تمكن الفشل الكلوي من جسدها النحيل ، وأرهقتها رحلتها اليومية مع الغسيل الكلوي. كان الصويغ يتصفح حسابه الشخصي على موقع "تويتر" قبل عام ونصف، ليلاحظ مناشدة من ذوي الطفلة مياس، يبحثون عن متبرع لها بكليته، بعدما أضنى الغسيل اليومي للكلى جسد طفلتهم، فما كان من رجل الأمن الشهم، والذي شعر بألم الطفلة سوى أن يقرر منحها جزءا من جسده، وذلك بحسب ما قاله نجله فهد الصويغ لـ"سبق". ليس هناك أي علاقة تربط بين أسرته وأسرة الطفلة مياس ذات السبعة أعوام، والتي ولدت بمشاكل في كليتيها، سوى علاقة الوطن الواحد والدين الحنيف، الذي يأمر بالتعاون والتلاحم ،وهذان هما الشيئين الذي اعتاد عليهما من الصغر، حيث أنه اعتاد على ألا يدخر جهدا في سبيل خدمة الناس . وبالرغم من إجراء العملية التي تكللت بالنجاح، إلا أن أسرة وأصدقاء ومعارف رجل الأمن لم يلحظا أبدا ترتيبات التبرع طيلة العام والنصف والتي كان يراجع بها المستشفى، حتى أن زوجته لم تعلم شيئا عن العملية سوى قبل يوم من إجرائها، ليصيبها الخوف على زوجها الذي يقف على مشارف الخمسين ليظل لسانها يدعو له وللطفلة بالشفاء. وأكد فهد نجل رجل الأمن على سلامة والده، والذي يجلس بمنزله يتلقى علاجه وفق تعليمات الطبيب وهو مسرور بعمله الإنساني، وليس والده فقط هو الذي يشعر بالسعادة، فسعادته لا تقارن بسعادة الطفلة التي ترقد على سريرها في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وسط دعوات أهلها للرجل الأربعيني الذي لم يعرفها ولكنه تبرع لها بجزء من جسده.