إشاعات مواقع التواصل تتفوق على الأسلحة التقليدية
  • Posted on

إشاعات مواقع التواصل تتفوق على الأسلحة التقليدية

تعتبر الإشاعات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي من أخطر الإشاعات على المجتمع كونها تستهدف إثارة الفوضى والذعر والخوف والرعب بين الناس، وغالباً ما تظهر في أوقات الأزمات التي تمر بها البلاد، فتجد من يقوم بتداول مقاطع فيديو لعمليات وسلوكيات إرهابية فيها ذبح وحرق وقتل على أنها حديثة، ونكتشف فيما بعد أنها قديمة ومصورة قبل سنوات.الإشاعة والاستقرارفي هذا السياق تقول الدكتورة عزة كُريّم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: "الإشاعات أخطر على المجتمعات من الحروب، حيث يمكنها أن تؤثر في ثقافة المجتمع واتجاهاته وفكره، لذا فهي أمر في غاية الخطورة"، مضيفة: "عادة ما تكثر الإشاعات وتنمو في ظل غياب الاستقرار في المجتمع، ووجود تضارب في الفكر وصراع ما بين الهيئات والأحزاب".وتتابع الدكتورة كُريّم: "الإشاعات المروجة عبر الوسائط التكنولوجية، والتي يتم تداولها بشكل عام عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعد بمثابة مشكلة حقيقية لكونها قادرة على أن تلف العالم، وبالتالي يكون تأثيرها مضاعفاً"، موضحة أن التكنولوجيا ليست جميعها صادقة فقد تبث صوراً ومواقف غير حقيقية.كما توضح الدكتورة كُريّم أن هذه الإشاعات التكنولوجية تعتبر أخطر من الأسلحة التقليدية، لأنها تحدث نوعاً من التخبط في الفكر والانتقام والإحساس بالدموية لدرجة أنها يمكن أن توجد انقسامات داخل الأسرة الواحدة، مشيرة إلى أن الإعلام في بعض الأحيان يتسبب في وجود تلك الإشاعات عندما يتبنى فكرة النظام، لافتة إلى أنه إذا ظل المجتمع يعيش على الإشاعات فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية.وتؤكد أستاذ علم الاجتماع أن الحل الأمثل للقضاء على مخاطر الإشاعات هو وجود صدقية في القرارات الرسمية والإعلام الرسمي حتى تقل نسبة الصراعات، يصاحب ذلك محاولة إشغال الناس يتحقيق مصالحهم.أين الرقابة؟من جانبها، تقول الدكتورة نهلة ناجي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: "يحتاج الإنترنت إلى كثير من الرقابة والتنقية، ومن حق أي دولة حماية أمنها وثقافة شبابها مما يذاع سواء كان التلفزيون أو الإنترنت"، موضحة أن تداول فيديوهات بها مشاهد قتل وحرق وقطع الرأس تثير مشاعر الذعر الغضب، وخطورتها تكمن في أن رؤيتها بشكل متكرر يجعل المشاهد يبدأ في تقمصها، إلى جانب أنها تعطي صورة وانطباعاً مغلوطاً لشخصيات ومواقف معينة.وتشير ناجي إلى أن المشكلات المحيطة بالناس تجعلهم غير قادرين على التحمل، لذا لا بد من تقليل هذه المشاهد المزيفة أو القديمة أو التي تحمل في طياتها عنفاً، لما لها من تأثير سيئ في النفس على المستوى البعيد، كما أنها تؤثر في نمو شخصية المراهقين وحديثي السن.وتتابع قائلة: "من المفترض أن تقوم وسائل الإعلام بدور تربوي كبير بما يحسن سلوكيات الشباب وإنتاجهم في الحياة"، موضحة ضرورة إلهاء الشباب بأشياء اجتماعية والبحث عن حلول للمشكلات التي تواجههم لتقليل مخاطر تلك الإشاعا