إستراتيجية زيادة الأرباح في «آبل».. هكذا تسمح لهم باستغلالك!
  • Posted on

إستراتيجية زيادة الأرباح في «آبل».. هكذا تسمح لهم باستغلالك!

روتانا - أحمد المرسي أنت تعرف أن شركة "آبل" الأمريكية للتكنولوجيا تقوم باستغلالك، ولكنك لا تتردد في شراء هواتفها، كل عام تطلق الشركة هاتفا جديدا بمميزات لا تختلف كثيراً عن مميزات سابقه، وتبيعه لك في الأسواق بسعر زائد، وبزيادة ليست طبيعية، ولكن الغريب أنك لا تتجاهل الهاتف وتركض لشرائه. الأمر غريب ويحتاج إلى تحليل نفسي، ولكنه يبدو- بشكل غير منطقي- ناجحاً، فإستراتيجية "رفع أسعار آبل" لا زالت تدر الملايين على شركة "التفاحة المقضومة" الشهيرة. أرباح آبل هذا العام: أنهت شركة آبل الرابع المالي الرابع هذا العام بزيادة قدرها 29 بالمئة في قسم الهواتف الذكية، كما حققت هدفها الإجمالي في إيرادات قدرها 62.9 مليار دولار، بزيادة عن الربع الرابع من العام الماضي والتي بلغت 52.5 مليار دولار، متجاوزة كل توقعات "وول ستريت". الحقيقة أن الربع المالي الرابع من آبل قد انتهى في شهر سبتمبر، مما يعني أنه لم يتم طرح الهواتف الجديدة وهي iPhone XS الجديد، و XS Max، حيث لم تكن هذه الهواتف متاحة للبيع إلا في أكتوبر، وعلى الرغم من بطء نمو المبيعات إلا أن متوسط بيع هواتف آيفون بشكل عام قد ارتفع من 724 مليون دولار في الربع المالي الثالث إلى 793 مليون دولار. إستراتيجية رفع الأسعار: نحن هنا نتكلم بلغة الأرقام، ولذلك تقول الأرقام إن إستراتيجية رفع الأسعار في آبل تبدو ناجحة، ونجاحها مبهر، فقط طرحت الشركة التي تبلغ قيمتها تريليون دولار أول هاتف ذكي لها تخطى الألف دولار في عام 2017، مع الذكرى العاشرة لآيفون، وواصل هذا الاتجاه في الهواتف ذات الأسعار العالية هذا العام، مع هواتف آيفون iPhone XR الذي وصل سعره إلى 749 دولارا، و iPhone XS الذي وصل إلى 999 دولارا و iPhone XS Max الذي طرح للبيع بسعر 1099 دولارا. في وقت سابق في هذا الشهر رفعت آبل أجهزة MacBook من 999 دولار أمريكي إلى 1199 دولار، وكذلك لوحظ تفس الارتفاع في أجهزة iPad، في الوقت نفسه سجلت خدمات آبل مثل AppleCare و iCloud و Apple Music إيرادات تصل إلى 10 مليارات دولار أمريكي. ما سوف تحصده آبل: مع الإعلان عن العديد من أجهزة آبل الجديدة هذا الشهر، وبالرغم من أن سعرها أغلى من العام الماضي، ومع ازدياد المبيعات عن السنوات الماضية، تتوقع الشركة بطبيعة الحال تحقيق إيرادات مالية مبهرة في الربع المالي الأول للعام القادم ستتراوح بين 89 مليار و93 مليار دولار، مقارنة بالربع المالي الأول من العام الجاري الذي وصل إلى 88.3 مليار دولار، ولكن لن تفصح الشركة رسمياً عن هذه الأسعار، حيث أعلن لوكا مايستري كبير المسؤولين الماليين في شركة آبل أن الشركة لن تفصح عن مبيعاتها ابتداء من الربع التالي. لماذا نشتري هواتف آبل: الهوس الخاص بآبل هو هوس معروف، فالشركة قد صنعت لنفسها ماركة عالمية منذ سنوات طويلة، ولكن لم يقدم المستهلكون على الشراء رغم أنهم يعرفون أن الهواتف الجديدة لن تقدم لهم شيئاً مختلفاً عن إصدار العام السابق بسعر فاحش؟ الحقيقة أن آبل تلعب لعبة مختلفة عن جميع الشركات المنافسة، فشركات مثل هواوي تقوم بتقديم هواتف مشابهة في الإمكانيات بالنسبة لآبل وبأسعار أقل، ولكن قوة آبل ذاتها هي في إيهام عملائها بالجودة على عكس بقية الشركات التي تعتمد على ترويج منتجاتها من خلال "سعر الشراء"، فآبل تتحدث بثقة عن جودة إمكانياتها والتي لا تحتاج معها لتقديم عروض مميزة للشراء والامتلاك.. الأمر كله متعلق بالثقة والتاريخ القديم وراء تفاحة "ستيف جوبز" المقضومة. ماذا يقول علم النفس؟ عالمة الأعصاب سانديب تيكي من جامعة أكسفورد تقول إن أدمغتنا مصممة جينياً لطلب الحاجات الأساسية مثل الأمن والطعام وغيرها، وأن إشباع هذه الحاجات يؤدي إلى نشاط في شبكة الدماغ، ويتبع ذلك إطلاق مادة كيميائية تسمى الدوبامين والتي تعزز الشعور بالنشوة، وفي العالم الحديث نجحت الشركات الإلكترونية الكبيرة، مثل "آبل" و"تسلا"، من برمجة أدمغة المستهلكين عن طريق ما يسمى "علم النفس التجريبي" على اعتبار شراء منتجاتها أمراً أشبه بإنجاز الحصول على الحاجات الأساسية عن طريق الدعاية وتصوير المنتجات على هيئة دليل على النجاح والتميز، فيصبح الأمر كإدمان القمار والكحول، ولهذا ظهرت في الأساس جماعات شبه دينية حول كل من آبل وتسلا من المعجبين الذين لا يستطيعون تخيل حياتهم أو نجاحم أو تطورهم في الحياة بدون هذه الماركات العالمية. على سبيل المثال، عندما قام تيم كوك بتسويق آبل ووتش بقيمة 17000 دولار ، وصفها بأنها "فريدة بشكل لا يصدق ولا يوجد مثلها" وأن امتلاكها سيكون "التجربة النهائية". [more_vid id="shhrxOm4zuZeyZfP5uWtQ" title="(آبل) تعلن عن الإصدار الجديد من (ماك بوك آير)" autoplay="1"]