أين تذهب الحقائب المفقودة في المطارات؟
  • Posted on

أين تذهب الحقائب المفقودة في المطارات؟

[foogallery id="220925"] ربما تعرضت في يوم من الأيام إلى فقدان أمتعتك خلال رحلة طيران قد قمت بها، وبالرغم من محاولتك إيجادها لم تتمكن من ذلك وفقدت الحقائب بما تحتويه نهائياً، وتبدأ الظنون تجول في رأسك عما حدث لهذه الحقائب هل وجدها أحدهم أم هل وجدها المطار؟، ولماذا لم يتصل بك من وجدها إن كنت ممن يتركون معلومات عنهم على الحقيبة. ورغم أن كل هذه الأمور طبيعية، إلا أن غير الطبيعي هو ما فعله مطار الولايات المتحدة الأمريكية للتعامل مع الحقائب المفقودة ، فقد خصص المطار مكان يدعى مركز الأمتعة مجهولة الهوية في سكوتسبورو بألاباما، وهو عبارة عن متجر تصل مساحته لـ40 ألف قدم مربع تؤخذ فيه جميع الحقائب المفقودة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد فحصها يتم وضعها على الأرفف، ولهذا فهو يحتوي على جزء للمفقودات وجزء آخر عبارة عن مخزن توفير لعرض هذه المفقودات. وأُنشئ هذا المتجر بعد أن فكر رجل يعمل في مجال التأمين ويدعى دويل أوينز في عام 1970 في شراء حقائب مجهولة الهوية من محطة الحافلات المحلية ثم بيع محتوياتها، وبعد ذلك قام بتوسعة نشاطه وانتقل للعمل مع شركات الطيران، حتى تمكن بعد 46 عاماً من أن يخزن هذا المتجر الملايين من القطع التي يفقدها الأمريكيون في الرحلات الجوية و أغلبها الحقائب المفقودة ، ويقع هذا المتجر على بعد 45 دقيقة من مدينة هانتسفيل. وربما يأتي في ذهنك أن شركات الطيران تسرق أمتعتك أو تبيعها بالجملة ولكن هذا الأمر غير صحيح، لأن الأمتعة المفقودة على الأقل في الولايات المتحدة من الأشياء النادرة للغاية فقد تبين أن نسبتها لا تتجاوز 0.5% من الحقائب التي تفشل في الوصول إلى أصحابها، وهذا يعني أن 80% أو 90% من الحقائب المفقودة تصل إلى أصحابها وذلك في غضون 48 ساعة فقط، وبعد مرور أسبوع تقفز نسبة الحقائب التي تصل لأصحابها إلى 98%. وليس هذا فحسب لأن شركات الطيران تبذل قصارى جهدها لمدة 90 يوماً حتى تتمكن من إعادة الأمتعة و الحقائب المفقودة لأصحابها، وعليه فقد أصبحت احتمالات فقدان أمتعتك في رحلات الطيران بالولايات المتحدة مجرد 1 إلى 10,000، وعلى الرغم من هذه النسبة الضئيلة إلا أنه قد يحدث وتفقد أمتعتك، لأنه بعد مرور 90 يوماً تصبح هذه الأمتعة قانونياً ملكاً لشركات الطيران، خصوصاً أنه في بعض الأوقات يكتفي الأشخاص بطلب تعويضات مناسبة عن هذه الأمتعة ويتوقفون عن البحث عنها، وفي أوقات أخرى لا يتطابق ما وصفوه مع ما وُجد في الحقيبة، كما أنه في بعض الأوقات يُبالغ الناس في وصف ما في الحقيبة للحصول على تعويضات أكبر، وأيًا كان السبب، دائماً ما تنتهي الأمتعة المفقودة في المخازن الموجودة في جميع أنحاء البلاد. والآن تعرف على رحلة الحقائب المفقودة بعد أن يتسلمها مركز الأمتعة المفقودة، هذا المركز لا يأخذ الحقائب المفقودة فقط بل يأخذ البضائع المفقودة أيضا، بما أن هذه البضائع في كثير من الأحيان تكون غير مستخدمة ومن الأفضل إعادة بيعها، وينطبق الأمر نفسه على صناديق الإلكترونيات التي ينساها الركاب على متن الطائرة، نظراً لأن شركات الطيران لا تتحمل أية مسؤولية على ترحيل الأمتعة، فتعتبر هذه الحقائب أكبر مصدر للأدوات الكهربائية في جامعة بريتش كولومبيا الكندية، بينما لا تستفيد شركات الطيران من هذه الحقائب. ويتفحص العاملون بالمركز كل الحقائب والأدوات والأجهزة الإلكترونية التي تصل إليهم ليعرفوا ما يستحق بيعه، ويعاد تدوير حوالي ثلث هذه الأشياء والغريب أنه يتم التبرع بثلثها للأعمال الخيرية، والثلث الأخير يتم وضعه على الأرفف للبيع، ويخزن المتجر حوالي 7000 قطعة يومياً يتضمنها مقصات الأظافر والأعمال الفنية وأقنعة لشخصيات فيلك شركة المرعبين المحدودة. وتمتلئ أرفف هذا المتجر بالبضائع التي يريدها الناس وليست الأشياء التي تم التخلص منها وهذا ما يجعله مختلفاً عن المخازن الاقتصادية، لأن البضائع الموجودة تحتوي على الأشياء التي يحتاجها الناس، وأما عن الإلكترونيات التي تصل إلى المتجر فلا تقلق من مسألة شراء أحد الغرباء لهاتفك أو الحاسوب الشخصي لأن الموظفين يوقعون بروتوكول وزارة الدفاع لمسح الذاكرة من جميع الإلكترونيات التي تصل إليهم. بالطبع لن ننسى المجوهرات والأشياء الثمينة التي ربما تكون في أحد الأمتعة التي تصل إلى المركز، فإن هذه المجوهرات تباع بنصف قيمتها المقدرة أو بخصومات تصل إلى 20-80%، وأكثر البضائع قيمة في المتجر حالياً هو سوار قيمته 42 ألف دولار، ويُباع ب 21 ألف دولار، ولكن للحق فإن ليس كل شيء يُقدر ثمنه، وخاصة الأعمال الفنية، فقد حدث وبيعت لوحة فنية ب 60 دولاراً ثم اتضح أن قيمتها الحقيقية 20 ألف دولار. ومن المعروف أن المتسوقين يقضون الليل في المدينة ليتمكنوا من قضاء يومين في التسوق بهذا المتجر، خاصة وأن مركز الأمتعة المفقودة قد أصبح مقصداً سياحياً على مر السنين، لأن الموظفين يجدون بعض الأشياء الغريبة باستمرار، إذ يحتوي المتجر على متحف مخصص للأشياء الحمقاء التي يكتشفونها، بداية من مروحة من القرن الـ19، إلى دمية ورقية لشخصية كارتونية، وفي أكثر من مناسبة وجدوا أفاعي حية.