قد يضع الرجل تصوّراً ما في مخيلته عن شريكة العمر، ويسعى أيضاً للبحث عن المواصفات التي يحلم بها في زوجته المستقبلية، لكن القدر هو سيد الموقف دائماً، فالاختيار لا يعني التوافق الحتمي بين الزوجين في جميع الحالات، فأيتهما تفضل عزيزي الرجل المرأة التابعة أم القيادية؟ تشير إحدى الدراسات إلى أن المرأة صاحبة الشخصية القيادية عادة ما تواجه بعض التحديات والصعوبات الحياتية بعد الزواج، حيث إنها قد تتصور أن الحياة الزوجية ما هي إلا حلبة مصارعة يحكمها قانون البقاء للأقوى. الأمر الذي يتعارض مع طبيعة الفكر السيادي لدى الرجل وبخاصة في المجتمعات العربية، والذي يفضل تبعية الزوجة لزوجها. تقول الأستاذة سهام الأرقم، المستشارة الأسرية، إن الإطار الفكري للرجل الشرقي عادة ما يميل نحو المرأة الضعيفة المستكينة والتي تظهر ولاءها التام لزوجها والخضوع لأوامره وتوجهاته. مشيرة إلى أن المرأة التي تحاول فرض آرائها ووضع نفسها على قدم المساواة مع الزوج عادة ما تقابل بالرفض من جانب معظم الرجال، والذين يتمسكون بمفهوم القطب الذكوري الأوحد للأسرة. متابعة أن أنوثة المرأة لا تعني ضعف الشخصية والسذاجة كما يعتقد البعض، ولكن حسن الأسلوب والتعامل الجيد والذكاء في إدارة المواقف الحياتية تعد من سمات المرأة الناجحة غير المضطرة إلى تقلد الدور الذكوري لإثبات ذاتها. مؤكدة بعض النصائح التي تساعد على التوازن في الحياة الأسرية ومنها: - أن يقوم الزوجان بسنّ بعض القوانين الأسرية، والتي تتمثل في بعض الاتفاقات المشتركة بينهما، مما يتيح مساحة من الحرية والخصوصية لكليهما. - العاطفة الجياشة لدى المرأة لا تنمّ عن ضعفها، ولكن يجب أن يتم توظيفها على النحو السليم حتى تنجح في إدارة الأمور والشؤون الزوجية. - أن تتحلّى الزوجة بنوع من الذكاء الاجتماعي يمكّنها من استخدام الأساليب الإقناعية في الحوار مع الزوج. - لا بأس أن تتمتع المرأة بشخصية قوية، فالمرأة الإيجابية هي القادرة على التفكير والتدبير، والاعتماد على نفسها في شتى الظروف، وبالتالي فهي تنأى تماماً عن شبح الاتكالية على الزوج. - احتفاظ المرأة بأنوثتها لا يعني تخليها عن كرامتها وخضوعها التام لما يملى عليها دون أدنى تفكير، ولكن قدرتها على إجراء الحوار البناء مع الزوج وفرض جو من الألفة داخل المنزل يعد من أبرز نقاط القوة لديها.