"أوبر" VS "التاكسي".. لماذا انتصر الأخير في عيون السينما؟
  • Posted on

"أوبر" VS "التاكسي".. لماذا انتصر الأخير في عيون السينما؟

 تجلس بجانبه، مضطرا لسماع قصصه من الشرق والغرب، سواء عن حياته الشخصية ومعاناتاه اليومية، أو تحليله العميق لحال البلد بداية من المواطن الذي يسير في الشارع أمامه وحتى الاقتصاد والسياسة، حسب طول تلك المسافة التي تقطعها بجواره، وحسب مزاجه كان رائقا أم متعكرا، ولكن سائق التاكسي لم يعد هو خيارك الوحيد الآن، بعد أن اجتاحت خدمة أوبر ومثيلاتها دول العالم. ربما كانت أوبر فرصتك لتتخلص من ثرثرة ذلك السائق بلغته التي غالبا ما تكون بسيطة، إلا أن هناك من فقد عنصرا هاما بظهور "أوبر" ربما لم يخطر ببالك، هو الفن السابع أو السينما التي انتصرت إلى سائق التاكسي بل وجعلته بطلا ومحركا للأحداث ومنتصرا مع كلمه النهاية، خاصة أن سائق التاكسي يحتك بعالم مفتوح لا يقف عند ثقافة أو شريحة اجتماعية معينة، على عكس خدمة أوبر التي تتعامل مع شريحة مجتمعية محددة متعلمة، وتجيد استخدام الإنترنت والمعاملات البنكية، وربما لو كانت خدمة أوبر العالمية هي البطل في فترات سابقة كنا سنفتقد عدد من الأفلام العربية التي أمتعت الجمهور وحبكات درامية مهمة بداية من سينما الأبيض والأسود. اقرأ أيضا:  السيارات.. “بيوت الغرام” في أفلام الأبيض والأسود تقوم خدمة أوبر على استدعاء السيارة وانتظارها في مكان محدد، وهو ما يتنافى تماما مع دور سائقي التاكسي في الأفلام العربية القديمة، حيث كان سائق التاكسي دائما "بطل أكشن"، فيظهر بسيارته فجأة عندما يحتاجها البطل ليتتبع شخصا ما، فتنكشف العقدة الدرامية في العمل، كما في فيلم "الخائنة" الذي استقل فيه محمود مرسي سيارة الأجرة ليراقب زوجته نادية لطفي فيكتشف أنها خائنه وتنتحر البطلة في النهاية. [vod_video id="juEmNZkfOJztb3zn5EJLuQ" autoplay="1"] "الدنيا على جناح يمامة" تركيبة الأسطى رضا الذي جسده الساحر محمود عبد العزيز هي شخصية سائق التاكسي الذي يبحث عن قوت يومه وسط صراعات مع زملائه السائقين حول الزبائن في مطار القاهرة، حتى تركب معه في أحد الأيام ميرفت أمين، وتطلب منه أن يكون سائقها الشخصي أثناء زيارتها لمصر، ويوافق الأسطى رضا، ويبدأ مغامراته مع ميرفت. ويتضح أنها أرملة صاحبة ملايين وتهرب من عائلتها بحثا عن حبها القديم الذي تكتشف أنه دخل مستشفى الأمراض العقلية، وتطلب من الأسطى رضا أن يساعدها في تهريبه. [vod_video id="YrLgfifpXApPelWP9EvTeA" autoplay="1"] القصة كلها بعيدة تماما عن عالم أوبر الذي تحكمه الإدارة وقواعد العمل، لكنها قريبة من سينما البسطاء التي صاغها المخرج عاطف الطيب، وكتبها وحيد حامد وشاركت فيها إفيهات "الأسطى رضا" الساخرة من الحياة والدنيا التي نعيش فيها "على جناح يمامة". [vod_video id="tmp2mR0ZOVYXNU3a2GAw" autoplay="1"] اقرأ أيضا: كيف واجه محمود عبد العزيز الموت في أعماله؟.. “الشيخ حسني” عزف منفردا ليلة ساخنة يعود عاطف الطيب إلى عالم سيارات الأجرة في آخر أفلامه، ويقدم فيلما قائما على الصدفة التي تملء حياة سائقي التاكسي، فيجتمع السائق نور الشريف ولبلبة في ليلة رأس السنة التي تتحول إلى "ليلة ساخنة" مليئة بالمغامرات تكشف معاناة البطل سائق التاكسي الذي يحتاج للمال لإجراء عملية لحماته، وفتاة الليل التائبة لبلبة التي تضطر إلى العودة لمهنتها القديمة لتسدد ديونها. ويكشف عاطف الطيب في الفيلم عن الظلم والقسوة التي يعيش فيها السائق نور الشريف ولبلبة بحثا عن المال، وعندما يجدان حقيبة بها مليون جنيه، يقرر سائق التاكسي نور الشريف أن يسلم الحقيبة للشرطة، فينتهي الأمر بتورطه في قضية قتل، بينما تنجح لبلبة في إخفاء حقيبة المال، وتعد نور الشريف بدفع المال اللازم للعملية، لتنتهي مغامرة سائق التاكسي بدخوله السجن ظلما في "ليلة ساخنة". [vod_video id="eUCMbeCSolzVLrQulnqAjQ" autoplay="1"] اقرأ أيضا: 13 محطة في حياة بوسي ونور الشريف.. قصة حب فاقت الروايات طائر على الطريق فيلم آخر يقترب من حكايات سائقي التاكسي يحمل توقيع المخرج محمد خان مع العبقري أحمد زكي الذي يجسد شخصية سائق على سيارة أجرة، وينتقل أحيانا بين مدن مصر بحثا عن الرزق حتى يسوقه القدر لفريد شوقي وزوجته فردوس عبد الحميد، فيلاحظ أحمد زكي لمسة الحزن التي في عيناها ويبدأ في التعلق بها، وفي كل مرة يقل فيها سائق التاكسي أحمد زكي كلا من فريد وفردوس تكون رحلة الطريق هي فرصة أحمد ليتأمل ملامح فردوس في مرآة التاكسي محاولا البحث عن سبب تلك التعاسة. يتبادل أحمد وفردوس النظرات حتى يتحدثان، ويشعران بعاطفة متبادلة، وتقرر فردوس طلب الطلاق، وعندها يغضب فريد شوقي، ويهدد بقتل أحمد الذي يحاول أن ينقذ حبيبته، فيذهب لها مسرعا، ولكنه يتعرض لحادث ويموت، وكما بدأت مغامرة سائق التاكسي بالفيلم في الطريق، انتهت أيضا وسط دمائه على الطريق. اقرأ أيضا: ملامح فتحت لأصحابها أبواب النجومية.. نور الشريف وأحمد زكي الأبرز على جنب يا اسطى الجملة الشهيرة التي ترتبط بسائق التاكسي "على جنب يا اسطى" هي عنوان الفيلم الذي ينقل يوميات السائق في الألفية الثالثة لنرى أن المهنة الوحيدة التي تكاد تحتك بأغلب أنماط المجتمع هي سائق سيارة الأجرة والتي نكتشف من خلالها روح الشارع المصري في هذا العصر. السائق يجسده أشرف عبد الباقي الذي يتعامل يوميا مع أنواع مختلفة من الزبائن أثناء قيادته للتاكسي منهم الشيخ التقي، واللص الذي يسرق التاكسي، والزبون العصبي، والثرثار، وفتيات الليل، والسياح العرب، ويسمع عشرات القصص والهموم ويتورط في مشاكل ومقالب، ولكن رغم ذلك نرى السائق يتعامل بأريحية، وكأنه اعتاد على هذه الحياة وهذا المجتمع بكل تناقضاته. [vod_video id="KqwBBs20V7YYAKicJQGk1w" autoplay="1"] التاكسي المخفي وفي واحد من أشهر الأفلام في الشارع الجزائري، والذي جمع بين نجوم الكوميديا الكبار في الجزائر عام 1989، يحول مخرج الفيلم التاكسي إلى أداة لانتقاد المجتمع حيث يقدم رحلة سيارة أجرة قديمة من جنوب البلاد إلى العاصمة تجمع مختلف الأنماط والشخصيات التي تضطر أن تستقل هذا التاكسي القديم لأنه لا يوجد وسيلة أخرى. سيارة الأجرة القديمة تجمع 9 أفراد من الشباب والشيوخ ينتمون إلى الحضر والريف، وينقسمون بين طبقات اجتماعية مختلفة في مكان واحد، وأثناء السفر يتعرضون لمواقف كثيرة ينتقدون من خلالها الوضع الجزائري الاجتماعي والاقتصادي في أواخر الثمانينات بطريقة ساخرة وكوميدية، جعلت الفيلم من أهم أفلام الكوميديا الجزائرية ويعرف عالميا بـ "Le Clandestin". [vod_video id="XizCq5vlHX0hu3CzcuBH1w" autoplay="1"] المصدر: مروة بدوي - روتانا