أنانية الرجل.. معول هدم الحياة الزوجية
  • Posted on

أنانية الرجل.. معول هدم الحياة الزوجية

عندما يكون الزوج أنانياً لا يلتفت إلا لحقوقه ومتطلباته فقط متناسياً -عن عمد- كل واجباته، باحثاً عن متعته الخاصة حتى وإن كانت على حساب غيره، لا يفكر إلا فيما يسعده حتى وإن كان يغضب من حوله، تكون هناك معاناة حقيقية للمرأة، تسعى بكل السبل للتعايش معها ما بين صبر وتكتم ولوم وعتاب ولكن دون جدوى. وتتعدد في هذا السياق معاناة الكثيرات ومنهن: في البداية تقول "أم مازن" متزوجة منذ سبع سنوات، إنها بقدر حرصها على إسعاد زوجها وأبنائها، تصدمها في المقابل معاملة الزوج التي لا تخلو من الأنانية؛ حتى في أتفه الأمور مثل مشاهدة التلفاز أو اختيار نوع وجبة الغداء؛ حيث يكون الاختيار منصباً فقط على ما يتوافق مع رغباته؛ مضيفة كما أنه إذا شعر بالتعب يوماً يريد منها أن تمارس دور الممرضة ليل نهار؛ وفي المقابل إذا شعرت هي بالتعب لا يسأل عنها، ويتجاهلها، كما لا يلتمس لها العذر إن قصّرت في تلبية متطلباته؛ مؤكدة أنها تعاتبه كثيراً في هذا الأمر ولكنه لا يستجيب للتغيير ولا تجد أمامها حلاً سوى الصبر من أجل استقرار حياتها وحياة أبنائها. فيما لم تستطع هدى "39عاماً" استكمال حياتها مع زوجها السابق والذي وصفته بالأنانية المفرطة؛ موضحة أنه كان يلقي عليها المسؤولية كاملة دون أدنى مشاركة منه، ليس فقط مسؤولية الأسرة وتربية الأبناء بل المسؤولية المادية أيضاً؛ حيث كان يعتمد على راتبها بشكل كامل في الإنفاق على الأسرة فيما كان ينفق راتبه على نفسه في الخروج اليومي مع أصدقائه وشراء الملابس وغير ذلك؛ مؤكدة أنها حاولت الصبر كثيراً عليه دون تغيير؛ ما دفعها لطلب الطلاق في النهاية. يعلّق الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بأنّ الأنانية إحدى الصفات الذميمة التي لا تستقيم معها الحياة الزوجية؛ فالزواج قسمة على اثنين وليس على طرف دون آخر؛ ومن ثم اتصاف أحد الزوجين بنزعة الأنانية يعني أنّ الحياة ستكون مليئة بالمشكلات ما يهدّد استقرارها ويجعلها معرّضة للانهيار. وأشار إلى أنّه عندما يكون الزوج هو الطرف الأناني تكون المشكلة أكبر؛ وذلك لكونه قائد الأسرة، والذي يجب أن تكون قيم التضحية والإيثار من الصفات المتأصلة به؛ ما يجعله قدوة طيبة لأبنائه ويكسبه ود ومحبة زوجته. متابعاً: وحينما يكون الزوج هو الشخض الأناني الذي لا يبحث إلا عن حقوقه فقط ولا يسعى إلا لتحقيق متعته فقط، فإنه يكون أول ممول لهدم كيان هذه الأسرة، ليس فقط بسبب ما تسبّبه أنانيته من كراهية وبغض له من قبل زوجته؛ ولكن أيضاً لما يغرسه في نفوس أبنائه الصغار من قيم الأنانية وحب الذات والتي تجعلهم أفراداً غير أسوياء في المجتمع. وأكد "فرويز" أنّ الأنانية ليست مرضاً نفسياً، ولكنها سلوك غير سويّ ينتج عن أساليب تربوية خاطئة غرسها الأبوان منذ الصغر في نفس الابن ومن ثم يصعب تغييرها في المستقبل. لافتاً إلى أنّه بالرغم من صعوبة تغيير صفة الأنانية فإنه على الزوجة أن تتبع بعض الخطوات التي تساعدها على ترويض هذا الزوج وذلك من خلال: - الابتعاد عن أسلوب اللوم الدائم أو إلقاء التوجيهات والنصائح فهي لا تكون ذات جدوى معه، واستبدال ذلك بالحوار الهادئ. - التحدّث معه عن المسؤوليات المشتركة ودوره فيها وتأثير ذلك على استقرار الحياة بينهما.