ألمانيا تستعيد مع القيصر بيكنباور ذكرى مرور ربع قرن على الحصول على كأس العالم للمرة الثالثة
  • Posted on

ألمانيا تستعيد مع القيصر بيكنباور ذكرى مرور ربع قرن على الحصول على كأس العالم للمرة الثالثة

بعد صافرة النهاية وفي أهم لحظة في تلك الليلة الساحرة بروما والتي يتذكرها كل عشاق الكرة، كان ما فعله القيصر فرانز بيكنباور هو السير على العشب الأخضر لملعب الأوليمبيكو وحيداً وهو يضع يديه في جيوبه.. كانت الأمور تبدو كما لو كان ذهنه في مكان آخر.تعد هذه الصورة للـ"قيصر" وهو يتأمل ضوء القمر خالدة في ذاكرة عشاق الكرة الألمانية حيث كان ذلك الأسطورة في ليلة الثامن من تموز/ يوليو عام 1990 سبباً رئيسياً في قيادة "الماكينات" للقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم.كان بيكنباور يبدو كما لو كان يتجاهل في الملعب المظلم سعادة لاعبيه، بداية من لوثار ماتيوس حتى صاحب هدف الفوز على الأرجنتين أندرياس بريمه، بل وأيضاً الجماهير التي كانت تحتفل بثالث ألقابها بعد معجزة برن 1954 والفوز بمونديال 1974 على أرضها.تلك اللحظات الفريدة وغيرها تعود للحياة في بحيرة كالدارو حيث يجري الاحتفال بمرور ربع قرن على هذا الإنجاز.بهذه المناسبة يقول رئيس الاتحاد الألماني فولفجانج نيرسباخ "سننتظر الجميع في تيرول الجنوبية (مقاطعة بولسانو) حيث أقيم معسكر الفريق قبل البطولة لنجتمع من جديد مع اللاعبين والمدربين وكل أعضاء البعثة".وسيحضر 17 لاعباً على الأقل من أصل 22 كانوا قوام الفريق وهو ما يعتبره بيكنباور "دليلاً واضحاً على الاندماج الرائع والحقيقي بين كل من مثل هذا الفريق".وسيتذكر أصحاب هذا الانجاز في ملاعب الجولف والتنس والمطاعم الموجودة هناك حالياً ذلك "الصيف الإيطالي" كما كان يغني ادواردو بيناتو وجياني نانيني في نشيد تلك البطولة.ذلك الصيف الذي طغت عليه الألوان الألمانية ودفعت بيكنباور حينها إلى اطلاق ذلك التصريح الشهير والخاطىء حينما قال "نحن الآن رقم واحد على العالم، لن ننهزم طوال سنوات وأعرب عن أسفي لهذا لبقية العالم".كلمات بيكنباور لم تكن صحيحة حيث اضطر الـ"مانشافات" لانتظار 24 عاما لكي تعيش كرة القدم الألمانية مجدا مماثلا..لقد كانت ليلة أيضاً لا تنسى في ريو دي جانيرو بكأس العالم 2014.وبين هذا وذاك مرت كرة القدم الألمانية بالعديد من الصعاب: الإقصاء من ربع نهائي مونديالي 1994 و1998 وهو الشيء الذي لم يحدث في 18 مشاركة لها ببطولة كأس العالم.بالعودة لتلك الليلة، لم يكن هناك أي سبب للتشاؤم.. المستشار هيلموت كول قدم دليلا على هذا بصورة من داخل غرفة الملابس، في وقت لم تكن فيه صور الـ"سيلفي" التي أصبحت المستشارة الحالية انجيلا ميركل معتادة عليها أمراً موجوداً.فازت ألمانيا حينها بكأس العالم بشكل مقنع، على الرغم من أن المباراة النهائية أمام الأرجنتين (1-0) كانت من أسوأ اللقاءات التي خاضتها في البطولة.وحتى اليوم لا يزال ماتيوس يبرر لماذا لم يقدم على تسديد ركلة الجزاء التي منحت فريقه الفوز، حيث يقول أكثر اللاعبين تمثيلاً للمنتخب الألماني إنه لم يقدم على هذا بسبب وجود مشكلة في الحذاء لذا يعتبر أن رفضه تسديد الركلة كان "قراراً حكيماً".يقول بريمه عن تلك الركلة التي تعتبر الأهم في مسيرته "رودي فولير اقترب مني وقال لي اذهب وسددها وسنكون أبطال العالم وأنا قلت له حسنا شكراً جزيلاً، سأتحمل المسؤولية".نفذ اللاعب السابق ما قاله بالحرف وسدد الكرة على يمين الحارس الأرجنتيني سرخيو جيجوتشيا الخبير في مثل هذه المواقف.كانت بداية البطولة رائعة بالنسبة لألمانيا بفوز ساحق على يوغوسلافيا بأربعة اهداف لواحد من ضمنها هدف رائع لماتيوس عقب لعبة فردية، ثم انتصار بخمسة أهداف لواحد على الامارات لضمان المركز الأول تلاه التعادل مع كولومبيا بهدف لمثله.بهذه الطريقة لم يضطر الفريق للرحيل وتمكن من الاستمرار في مدينة ميلانو التي شهدت مواجهة ثمن النهائي أمام هولندا التي شهدت بصقة فرانك ريكارد الشهيرة على رودي فولر وانتهت بإقصاء "الطواحين".لم تركز ألمانيا كثيراً في استفزازات الهولنديين وبفضل طاقة يورجين كلينزمان فازت 2-1 لتحقق في ربع النهائي فوزها الصعب على تشيكوسلوفاكيا بضربة جزاء مثيرة للجدل سددها ماتيوس.في تلك اللحظة كانت الضربة الغاضبة التي وجهها بيكنبارو لصندوق من زجاجات المياه من أهم طرائف تلك البطولة وأكثرها شعبية.وثبتت أسطورة "نحس" الإنجليز في ركلات الجزاء الألمان في نصف النهائي وكانت دموع بول جاسكوين لا تنسى بالنسبة لعشاق "الأسود الثلاث"، ثم جاء النهائي حيث كان البكاء الأكبر من نصيب نجم الأرجنتيني دييجو مارادونا بفضل الرقابة اللصيقة من جيدو بوتشفالد.بالمثل لا يجب نسيان مدى قرب ألمانيا من عدم التأهل لهذا "الصيف الإيطالي"، ففي ليلة باردة ومظلمة بشهر تشرين ثان/ نوفمبر كان توماس هاسلر هو صاحب الفضل بتسجيله الهدف الثاني في مرمى ويلز (2-1)، فلولاه لما كان ليحدث أي من هذا المجد.ويؤكد أبطال هذا الانجاز أن بيكنبارو كان له دور كبير في هذا الانتصار حيث قال ماتيوس لمجلة (كيكر) "نحن اللاعبون كنا نؤمن كثيرا بما يقوله فرانز، لذا لا يجب أن تتوقف الإشادة به".ولعب "القيصر" دوراً كبيراً في تغيير الحالة النفسية للاعبين بعد مونديال المكسيك 1986 ، حيث خلق جوا إيجابياً ومريحاً في غرف اللاعبين بفندق كاستيلو دي كاسيليو في إبرا وأيضاً في ملعب تدريبات كالدارو.الاحتفال بألقاب وبطولات الماضي أمر جيد، ولكن هنالك بعض من أصحاب هذا الإنجاز على عكس فولير وكلينسمان لم يحظون بنفس القدر من الشهرة مثل بريمه وكلاوس اوجنثالير الذين أنهوا مسيرتهم كمدربين في أندية صغيرة مثل أونترهاشينج.