لطالما كان الفن وخاصة الغناء وسيلة الشعوب في التعبير عن أنفسها، وهناك أغانٍ بعينها لا تنساها ذاكرة الشعوب وتتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل رغم مرور السنين والأيام، ولكن وفي كثير من الأحيان يكون وراء الكلمات الرقيقة التي تداعب الآذان والألحان المعبرة التي تشاغل القلب قصة كبيرة ولدت هذه الأغاني وأخرجتها إلى النور، ومن هذه الأغاني التي علقت بأذهاننا وتناقلناها وحملت قصص موثرة وغريبة في بعض الأحيان: 1- أغنية ست الحبايب تعود قصة الأغنية عندما زار الشاعر حسين السيد والدته يوم عيد الأم وتذكر وهو على سلم بيتها أنه لم يأتِ لها بهديه، فأخرج من جيبه ورقة وقلمًا وظل واقفًا على الباب حتى انتهى من كتابة الأغنية وأخبرها بأن غدًا سوف تغنيها مطربة لتقوم بغنائها المطربة فايزة أحمد ويلحنها المحلن عبد الوهاب. 2- زوروني كل سنة مرة يحكي أن السبب في ميلاد هذه الأغنية هو أن الشيخ محمد يونس كان قد رقد مريضاً في المستشفى وقام بزيارته عدد من الأصدقاء والأقرباء، ولكن كانت المفاجأة هي زيارة شقيقته التي كان بينه وبينها خصام كبير وصل إلى القضايا والمحاكم بسبب الميراث، وبسبب هذه الزيارة تمت المصالحة فكتب الشيخ محمد يونس الأغنية ليغنيها ويلحنها الشيخ "سيد درويش"، وكان أشهر من غناها فيروز. 3- يا ليلة العيد آنستينا كانت أم كلثوم ذاهبة إلى الإذاعة ليلة عيد الأضحي عندما سمعت أحد البائعين ينادي على بضاعته قائلا: "يا ليلة العيد آنستينا" وفي هذا اليوم وجدت الشاعر الكبير "بيرم التونسي" وطلبت منه كتابه أغنية يكون مطلعها هذه العبارة فقام بكتابتها، وطلبت من الملحن "زكريا احمد" أن يقوم بتلحينها بطريقة غناء البائع وأكمل أحمد رامي كتابه الأغنية. 4- سألوني الناس: تعود القصة وراء كتابة الأغنية إلى تلك الفترة التي سقط فيها عاصي الرحباني زوج المطربة "فيروز" طريح الفراش، فقرر أخوه منصور رحباني كتابة أغنية تعبر عن حالتها في حزنها ويقوم الابن "زياد رحباني بتلحينها" وهو بسن 17 عاماً. 5- قولوا لعين الشمس ماتحماش: غنت شادية الأغنية من كلمات حسن حبيب وقد كتبها على لسان خطيبة أحد الشبان الذين تم إعدامهم في حادثة "دنشواي" حيث قتل الإنجليز عددًا من المصريين ظلما في فترة الاحتلال البريطاني لمصر. 6- الليلة يا سمرا: كتبها الشاعر فواد حداد في السجن، متجاوزا ما يعيشه من ظلم، وقد أقنعه الشاعر عبد الرحيم منصور بتحويلها لأغنية وغناها محمد منير. 7- عالحلوة والمرة مش كنا متعاهدين: عندما ارتدى الشاعر مأمون الشناوي بذلته وجد في جيبه ورقة مكتوبًا بها شعر جميل بدايته "على الحلوة والمرة مش كنا متعاهدين"، وعندما تعجب لأنه لم يكتب هذه الأغنية نادى الخادمة التي اعترفت بأن الورقة لها وأن المكوجي الذي توصل له الملابس يحبها ويرسل لها "الجوابات" في ملابس "مأمون الشناوي" وعلى الفور طلب منها إحضار المكوجي الذي حضر وعرض عليه مأمون الشناوي تلحينها وأن تبث في الإذاعة وقام بغنائها "عبد الغني السيد". 8-جددت حبك ليه : كان من المعروف حب الشاعر الكبير أحمد رامي لأم كلثوم، وقد كان يحبها قبل زواجة وإنجابه، وكان أحمد رامي قد تخلى عن حبه، أو تظاهر بذلك، ولكن وفي ذات يوم من الأيام وبعد أن كتب الأغنية "جددت حبك ليه بعد الفواد ما ارتاح، حرام عليك خليه غافل عن اللي راح" وكانت زوجته تستمع إلى الأغنية في الإذاعة وكان يحضر الحفل، شعرت زوجته بالغيرة وأحست بأنه عاد لحب أم كلثوم من جديد، وكان ذلك سبب خلاف بينهما رغم تأكيده لها أن هذا أدب وليس له علاقة بالواقع، ولكن الحقيقة أن أحمد رامي كان لا يزال يحب أم كلثوم وظل يحبها حتى مات. 9- أهو دا اللي صار: جاءت هذه الأغنية معبرة عن الحالة التاريخية التي خرجت فيها الأغنية، وفي إحدى المرات التي سجن فيها الشاعر "محمد يونس القاضي" بسبب أشعاره الثورية ضد الإنجليز، جذبه وزير الداخليه آنذاك من ياقته وقال له: "بدل ما تقول الكلام الفارغ ده، دور إزاي تصنع جبه في بلدك الأول"، وظلت هذه الجمله عالقة في رأس الشاعر حتي قام بكتابه الأغنية وقام بتلحينها "سيد درويش". 10-بودعك في آخر أيام الشاعر الغنائي الكبير بليغ حمدي، واجه اتهامًا بالقتل وصدر ضده قرار بالنفي خارج مصر، وفي تلك الفترة كان يعيش أسوأ أيام حياته متنقلا بين باريس وغيرها من الدول، حتى تدهورت حالته الصحية فأرسل لوردة كلمات أغنية بودعك التي كتب مطلعها فقط وأكلمها الشاعر الغنائي منصور الشادي، وبذلك تكون آخر ما عمل بليغ لعشقه الوحيد وردة. يمكنك أيضاً مشاهدة: وليد الشامي يطرح أغنية مسيد سنينك [vod_video id="phf3lTiFGiWez9QiP1U4sA" autoplay="1"] المصدر:- أحمد المرسي - روتانا