كثيراً ما نسمع عن العنف الذكوريّ في التعامل مع المرأة، خاصة بين الأزواج، وترتفع نسبة الطلاق سنوياً بسبب رفض الزوجة تعدي زوجها عليها، فتضطر إلى خلعه بالقانون بدلاً من الاستمرار في الذل والمهانة معه. لكن الغريب أنْ تظهر نسب وإحصاءات جديدة تؤكد أنّ هناك رجالاً يتعرضون للضرب من زوجاتهم خاصة في المجتمعات العربية. وفي دراسة حديثة ثبت أنّ أكثر من نصف الرجال المتزوجين في مصر معرّضون للضرب من زوجاتهم، ووصلت نسبة عنف الزوجات ضد أزواجهن إلى 50% من إجمالي عدد المتزوجين. وأنّ العنف يزيد بين الزوجات الأميّات بنسبة 87% بالمقارنة بالمتعلمات، وكذلك 5% منهن يستخدمن آلات حادة. وأثبتت الدراسة أنّ الغريب في الأمر أنّ ثلث النساء لا يشعرن بالندم لتصرفاتهن تجاه أزواجهن. كما أفادت نتائج دراسة أخرى حديثة بأن ضرب الزوجة لزوجها قد يجلب لها شيئاً من المتعة، ولفت الباحثون القائمون على الدراسة إلى أنّ ممارسة العنف ضدّ الأزواج لا يقتصر على دول معينة، بل أصبحت ظاهرة عالمية، موضحين أنّ الضرب بين الزوجين قد يسبقه نشوب خلافات حادة. وجاء معلّقاً في هذا الإطار "الدكتور محمد عبد الفتاح- أستاذ علم النفس" بأنّ هناك 3 أسباب لضرب المرأة لزوجها هي: 1ـ الدفاع عن النفس فعندما يعتزم الرجل استخدام العنف في التعامل مع زوجته، تقوم بالدفاع عن نفسها ضد العنف الذي يستخدمه. 2ـ الانتقام وتكون شخصية المرأة قوية واستنزفت قوى الصبر والتحمّل التي لديها، فتقوم بضربه بانتهاء صبرها. 3ـ المزاح وهذا النوع على سبيل الطرافة بين الزوجين وإطلاق النكات وليس له أيّ صفة عدوانية. وأشار عبد الفتاح إلى ظاهرة ضرب المرأة لزوجها قائلاً: "العنف مرفوض من الطرفين". لكن إذا كان الرجل يعتمد أسلوب العنف في التعامل مع زوجته فمباح لها أنْ تدافع عن نفسها. وكذلك الحال بالنسبة لضرب المزاح، فهو يلطف الحالة المزاجية والمشاكسة بين الأزواج. إلا أنّه يجب اتباع أسلوب الاحترام في التعامل الشخصيّ، مؤكّداً أنّه إذا لم يتوافر فلابد من الطلاق.