أحمد فتحي في "وينك" :ألبومي القادم من التراث اليمني
  • Posted on

أحمد فتحي في "وينك" :ألبومي القادم من التراث اليمني

علامة فارقة في تاريخ الفن اليمني والعربي، سوف يقف عنده التاريخ طويلاً لبصماته الواضحة وفضله على أجيال متتابعة، عبر رحلته في الحياة والفن التي تشبه حياة السندباد؛ ربما لنشأته في مدينة ساحلية وطموحه الذي ليس له سقف ونفسه المتطلّعة للجمال والكمال والفن الراقي.. إنه الموسيقار اليمني أحمد فتحي، الذي حلّ ضيفاً على برنامج "وينك" في إطلالة خصّ بها قناة "روتانا خليجية" في حلقة ممتعة زخرت بالذكريات والأغاني التي باتت تشكّل درر المكتبة الغنائية العربية. فتحي الذي نال عدداً من الشهادات العلمية في الموسيقى، ونال الدكتوراة الفخرية من جامعة "الحديدة" في اليمن، ورُصّعت مسيرته الفنية بسجل حافل من الإنجازات والجوائز العربية والعالمية، حاصل على جوائز وشهادات تقدير من عدد من البلدان العربية والعالمية. تعامل مع أبرز الشعراء في العالم العربي منهم محمد بن راشد آل مكتوم وعلي الشرقاوي وغيرهما، وتغنّى عدد من أبرز الفنانين العرب بألحانه، منهم أبوبكر سالم ورباب وعبدالمجيد عبدالله ووديع الصافي وسميرة سعيد وغيرهم. مع محمد الخميسي كان الحوار عبر "روتانا خليجية"، حيث كان السؤال الأول: "وينك؟" فأجاب فتحي أنه موجود في أكثر من عمل وأكثر من بلد، رغم إقلاله بالظهور الإعلامي والألبومات، حيث كان آخر إصدار له منذ حوالي ست سنوات. وعودة إلى مرحلة الطفولة، قال أحمد فتحي إن هذه المرحلة تحتل الكثير من ذكرياته الجميلة، إذ بدأ بتعلّم العود في سن الثمانية أعوام، ولحّن أول أغنية في سن الـ 13، وصدرت له أول أسطوانة بعدها بعام واحد ليصبح فنان مدينته، ولم تعد شهرته محصورة بمدرسته. وقال إن والده كان متحفظاً على دخوله المجال الموسيقي بحكم العقلية السائدة حينها، رغم أن والده أحب الموسيقى. فما كان منه إلا أن هرب من مدينة "الحديدة " وتوجّه لمدينة "عدن"، حيث التقى الأستاذ أحمد قاسم الذي ساعده في الحصول على منحة موسيقية، وكان فتحي أول من عزف على عود أحمد قاسم الذي اندهش لصوته وعزفه حين التقى به للمرة الأولى. تحدث فتحي أيضاً كيف منحه رئيس الوزراء اليمني منحة موسيقية للمعهد العالي للموسيقى العربية، وعن ذهابه لمصر لاستكمال دراسته قبل أن يعود إلى اليمن بعد ست سنوات وهجرته إلى الإمارات العربية في أوائل الثمانينات لتحقيق أهدافه وإمكانياته الفنية بحريّة. كما تطرّق إلى لقائه بالفنان طلال مداح في بداياته خلال زيارة له في جدة، حيث اصطحبه خصيصاً بعض الأصدقاء لمداح ليسمع صوته، فتفاجأ الأخير بألحانه وطلب منه تسجيلها في مصر. وعن مرحلة الإمارات روى أحمد فتحي كيف ترك اليمن بسبب الضغوطات والمضايقات في بلده فتوجّه إلى أبوظبي حيث كانت التسهيلات متاحة لناحية التصاريح الموسيقية والمعاهد. وبالرغم من شحّ الأموال في جيبه بعد أربعة أيام من وصوله إلى الإمارات شاءت الظروف أن كان هناك زفاف بنت الشيخ زايد الذي أحياه، ومن هناك كانت الانطلاقة ليتزوج بعدها مباشرة من إماراتية. بعدها فتح أول معهد للموسيقى في الشارقة مع طلاب انكبوا على المعهد من كافة الدول العربية والخليجية، وبعدها كان الافتتاح الثاني في أبوظبي. ومع اندلاع حرب الخليج، انتقل أحمد فتحي إلى القاهرة لمتابعة دروسه العليا في الموسيقى، وهناك انشغل في التأليف الموسيقي؛ حيث عمل على أول مؤلّفين الأول للأم تيريزا والثاني خاص بالأميرة ديانا قدّمه في قاعة الملكة إليزابيث في لندن، وسط ردّة الفعل المميّزة لمن حضر حينها الحفل. بعدها عمل على مؤلفات عدة سماها "إلى الأرواح الخيرة" وكان منهم مؤلّفات خاصة بيوسف شاهين، والمعزوفة الرابعة ومانديلا، ومؤلّف لابنته بلقيس. ورداً على سؤال الخميسي اعتبر أحمد فتحي أنه وسط المؤلّفين العرب له لونه ونهجه الخاص، وفي المقارنة الأزلية بينه وبين عبادي الجوهر في عزف العود قال إنهما أحباب وأصحاب وبينهما مودة بالرغم من انشقاق الجمهور بينهما. واعتبر أن في الموسيقى حرية مطلقة والمؤلف الموسيقي يخلق حدثاً بحسب شخصيته وقدراته وإمكانياته، في حين أن الملحن مرتبط بالنص والشاعر. وعن الوعي الموسيقي العربي قال: من يعون أهمية المؤلف الموسيقي هم قلة وصفوة؛ من هنا كانت أهمية تقديم المقطوعات الموسيقية في الحفلات ليفتحوا أعين المستمعين ويثقفوهم. وعن تجربة بلقيس الفنية وتقييمها قال إنها سجلت حضوراً طاغياً وغير عادي، غير أن ما يهمه هو إعطاء تجربتها خمس سنوات لتقييمها. وأكد أنه ينير طريقها وهي من تختار وتحدد، وهذا ما سيحدد نقدها في المستقبل. كما نفى تدخله في قرار زواجها من لاعب الاتحاد نايف هزازي، قائلاً إنه قرار يرجع لها كونها شابة وواعية. وحول سؤال محمد الخميسي لضيفه حول أهم تكريم حصل عليه، قال أحمد فتحي: عندما قدّم بلقيس في مهرجان "البدر" للشاعر بدر بن عبدالمحسن في عمان ورفعت رأسه بأدائها يومها. وعن واقع الأغنية اليمنية قال إنها ليست أفضل من واقع البلد حيث إن الظروف غير مواتية أبداً لانطلاق المواهب اليمنية الناشئة، رغم أن التراث اليمني حافل بمدارس فيها ما يكفي ويوفي من الإنتاج والخصوصية؛ وبالتالي فقد كان لليمن مبدعون استثنائيون خلقوا وكوّنوا الجمل الموسيقية بشكل عبقري وتركوا موروثاً عظيماً. وعن جديده قال إنه يحضّر ألبوماً جديداً سيكون مستوحى من التراث اليمني، جُمَله قريبة إلى الناس. وأعلن أنه أشرف على الانتهاء من تسجيل معظم الأغاني وهو مقبل على تصويرها بشكل جلسة. لمتابعة الحلقة كاملة: