آثار الحكيم.. الفنانة التي رفعت شعار"الدراما هي الحل"
  • Posted on

آثار الحكيم.. الفنانة التي رفعت شعار"الدراما هي الحل"

في الثمانينات من القرن الماضي ظهر تيار الواقعية الجديدة في السينما ليجسد الواقع المصري بهمومه وأبطاله، لتولد آثار الحكيم نجمة سينمائية جديدة بملامحها الرقيقة وجمالها الهادىء تحاكي هذا الواقع وتشابهه. ومع منتصف التسعينات تمردت "آثار" على الواقع السينمائي المتردي وخلقت نافذة جديدة لفنها من خلال شاشة التلفزيون وأثبتت أن نجاح الفنان وكتابة تاريخه ليست حكراً على الفن السابع فغيرت قواعد اللعبة وقلبت الموازين. بدأت مشوارها الفني في عمر الثامنة عشر وبعد سنوات قليلة باتت بطلة لأفلام أشهر المخرجين مثل محمد عبد العزيز، وعاطف الطيب ومحمد خان، ونادر جلال، وسمير سيف، وداود عبد السيد، وحسام الدين مصطفى، وكمال الشيخ. الشابة الصغيرة حبيبة النمر الأسود ولعبت أدوار البطولة أمام نجوم السينما العربية في ذلك الوقت، فهي حبيبة الراحل أحمد زكي في عدة أفلام أشهرها "الحب فوق هضبة الهرم" قصة نجيب محفوظ التي جسدت مشاكل الزواج المادية  في المجتمع وجعلت من الأهرامات رمز الحضارة المصرية ملاذا لتحقيق رغبات الشباب، وأيضاً في فيلم "أنا لا أكذب ولكني أتجمل" عن قصة أحسان عبد القدوس التى عكست  فيها حقيقة هذا المجمتع الطبقي. [vod_video id="FTBmsXyNkWvcDekJm2TP5w" autoplay="1"] وقدمت مع عادل أمام واحد من أشهر أفلامها "النمر والأنثى" لتلعب دوراً جديداً عليها، فجسدت دور "نعيمة" فتاة ليل تائبة تساعد ضابط وحيد شرطة في القبض على عصابة مخدرات لكنه يدمن الهيروين بينما تقع  هي في غرامه، تقنعك نعيمة بعفويتها  لتجد نفسك متعاطفا معها وخصوصا في مشاهد تعرضها للضرب من قبل وحيد أثناء مرحلة الأدمان، ابتعدت آثار عن الشكل النمطي لفتاة الليل البسيطة التي اجبرتها الظروف على ذلك. شاركت محمود عبد العزيز عام 1984 في فيلم ميلودرامي يتناول واقع الفقراء والذي قد ينتهي تحت عجلات الحاجة المادية أما بالجنون أو بالتنازل عن النفس. [vod_video id="rN3NqfIyDySlr0xGogw" autoplay="1"] أثار الحكيم في مرحلة "الآفلام الغنائية" آثار الحكيم كانت بطلة لبعض الأفلام الغنائية مثل "من يطفئ النار"، مع وليد توفيق، ورغدة، والعملاق فريد شوقي، وفيلم "طير في السما" مع أيمان البحر درويش، وسمير غانم، ويصور جزء من الفيلم في أمريكا وتقدم آثار مع إيمان البحر واحدة من أشهر  أغانية "أنا طير في السما"على طريقة الفيديو كليب. [vod_video id="NQbkdwztZmuHVkl9FdKW3Q" autoplay="1"] "سوسن وقشوع".. ثنائي خالد في ذاكرة المشاهد يرى فيها المخرج نادر جلال جانباً جديداً ربما رآه مكتشفها الأول سمير غانم, فيقدم الثنائي الناجح آثار الحكيم، وممدوح عبد العليم فيلما يتناول الدراما البوليسية مع الكوميديا في بطل من ورق وتظل قصة "سوسن وقشوع"، من أجمل أدوار آثار وممدوح، ونجحت آثار في تقمص دور الصحفية ليس على المستوى الفني فقط، ولكن على مستوى الشكل والإطلالة فلم تعتمد كثيراً من المكياج وارتدت الجينز . آثار تواجه سينما المقاولات بـ"الدراما" ومثلت مع نور الشريف عدة أعمال منها البحث عن سيد مرزوق من إخراج دواد عبد السيد، وعندما طغت أفلام المقاولات على السينما لم تقف آثار عند باب الفن السابع واتجهت للتلفزيون، من الشائع أن السينما هي ذاكرة الفن وهي التي تخلد تاريخ النجوم، لكن من منا ينسى "زهرة" في الجزء الثاني والثالث من المسلسل الأيقوني "ليالي الحلمية" أو عايدة في الجزء الأول من "زيزيينيا" أو الدكتورة سهام في "الفرار من الحب" وشخصيات تلفزيونية عديدة يتذكرها الجمهور للفنانة آثار. [foogallery id="210835"] ويتضح من مشوارها التلفزيوني اختياراتها الناجحة وتعاونها في أكثر من عمل مع الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي جسدت آثار شخصياته بذكاء على الشاشة وجعلتها نابضة بالحياة كما أراد الراحل، فقدمت قصص الحب الرومانسية التي تصطدم بالظروف مثل حكاية "زهرة وعلي" في ليالي الحلمية مع ممدوح عبد العليم، ثم قصة حب أخرى مليئة بالمتناقضات بين عايدة هانم وبشر عامر عبد الظاهر أو يحيي الفخراني تدور في أروقة زيزينيا بالإسكندرية في الأربعينات. [foogallery id="210850"] آثار الحكيم نجمة عاشت في ذاكرة الجمهور من خلال التلفزيون رغم بطولاتها السينمائية أمام عادل إمام، وأحمد زكي، ونور الشريف، وفتحت باباً جديداً أمام نجمات أخريات اتبعن نهجها واتجهوا للدراما التلفزيونية.