​ما هو التليف الكيسي لدى الأطفال؟
  • Posted on

​ما هو التليف الكيسي لدى الأطفال؟

ينجم التليف الكيسي لدى الأطفال عن خلل جيني يؤثر بالسلب على عمليتي التنفس والهضم. وعلى الرغم من أنه لا يمكن الشفاء من مرض التليف الكيسي، إلى أنه يمكن علاجه.وأوضح كريستوف رونغه، اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال، أن التليف الكيسي هو مرض خطير عبارة عن مخاط غليظ ناتج عن خلل جيني، يتسبب في انسداد الرئة ويُلحق أضراراً بها. وقد يؤثر التليف الكيسي على أعضاء الجسم الأخرى أيضاً، كالبنكرياس مثلاً؛ حيث يُفرز هو الآخر مخاطاً غليظاً، مما يُعيقه عن إنتاج الإنزيمات اللازمة لعملية الهضم بشكل كاف.سعال مزمنوتتمثل الأعراض الدالة على التليف الكيسي في السعال المزمن والنقص الشديد في الوزن ومشاكل الجهاز الهضمي، إلى جانب انتفاخ البطن والتواء الأمعاء. كما يتلون جلد الطفل باللون الأزرق المائل للبنفسجي.وأضاف رونغه أن علاج التليف الكيسي يهدف في الأساس إلى إذابة المخاط لتسهيل عملية تصريفه وطرده، مشيراً إلى أن العلاج معقد بعض الشيء؛ حيث أنه يقوم على ثلاثة محاور، ألا وهي: العقاقير والعلاج الطبيعي والتغذية.وأوضح اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي أن العلاج يتضمن الاستنشاق لمدة 20 دقيقة بمعدل 3 مرات يومياً وتعاطي عقاقير للبنكرياس، مع ممارسة العلاج الطبيعي بمعدل مرة أو مرتين أسبوعياً والمواظبة على ممارسة التمارين في المنزل أيضاً، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية وتعاطي مكملات الفيتامينات المختلفة.بكتيريا الرئةونظراً لأهمية تركيبة البكتيريا في الرئة، فإنه يتم بصفة منتظمة أخذ مِسحة من الرئة وفحصها لدى الطبيب، وذلك لاكتشاف ما إذا كان الطفل يعاني من جراثيم خطيرة في المسالك التنفسية، مثل بكتيريا MRSA. وعلى الرغم من أن هذه البكتيريا غير ضارة بالنسبة للأصحاء في المعتاد، إلا أنها قد تتسبب في إصابة مرضى التليف الكيسي بعدوى أو بتسمم الدم أو بالتهاب رئوي. وتنتقل هذه الجراثيم عن طريق ملامسة الجلد، كما هو الحال في رياض الأطفال أو في نطاق الأسرة.ويسهم الاستنشاق اليومي لمحلول ملحي وتعاطي مضاد حيوي في إذابة المخاط ومقاومة الجراثيم الخطيرة؛ حيث أن المخاط المتصلب يوفر بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم والبكتيريا المسببة للالتهابات.وكعنصر علاجي مهم، ينبغي تعاطي مستحضرات الإنزيمات عند تناول الطعام، حيث أنها تساعد على هضم الدهون.ومن جانبها، قالت اختصاصي العلاج الطبيعي الألمانية، شتيفاني أوليغ، إن العلاج الطبيعي يعد جزءاً لا يتجزأ من علاج التليف الكيسي؛ حيث تسهم وضعيات الإطالة والاهتزازات على القفص الصدري في إذابة المخاط. وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فإنه يمكن اللجوء إلى تقنيات تنفس خاصة لتحريك المخاط إلى أعلى، كي يسهل طرده فيما بعد عبر السعال. وحتى في حال الالتزام التام بالعلاج، يشكل التليف الكيسي خطراً يهدد الطفل؛ وذلك نظراً لأن مراحل المرض وتطوراته غير متوقعة.