هونج كونج.. بلد المساومات.. مزيج بين روح الغرب وسحر الشرق
  • Posted on

هونج كونج.. بلد المساومات.. مزيج بين روح الغرب وسحر الشرق

تشتهر هونج كونج على خريطة السياحة العالمية بأنها بوتقة انصهرت فيها التأثيرات الغربية والشرقية معاً، لذا تنبض فيها روح غربية حديثة، تشع سحراً شرقياً أصيلاً، وهو ما يتجلى بوضوح في جولات التسوق في هذه المدينة الساهرة، وقد استعادت الصين سيادتها على هونج كونج منذ عام 1997، بعد أن كانت مستعمرة بريطانية.هدايا تذكارية تقدم هونج كونج للسياح فرصاً رائعة للتسوق، حيث يزخر السوق الشهير ليديز ماركت بكثير من الهدايا التذكارية غير العادية؛ مثل السيارات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد، وشعر مستعار بألوان زاهية كالوردي، والبرتقالي، والأبيض، والأخضر، كما يشاهد السياح ملصقات النجم العالمي بروس لي، إضافة إلى مناشف حمام عليها صور للشخصية الكرتونية الشهيرة هالو كيتي، ووحدات ذاكرة USB على شكل لعبة سوبر ماريو، أو توم وجيري، وكذلك فساتين حريرية برّاقة مع قطع الحلي الصيني، وحقائب وساعات يد بلون النيون، ولا تترك الأكشاك الصغيرة المزدحمة للعين أية فرصة للاستراحة من وهج التنوع الكبير في المنتجات والسلع. منتجات عصرية وبعد هذا السوق بشارع واحد، تصطف المتاجر ذات الإضاءة الساطعة، وتظهر اللافتات الملونة، التي لا حصر لها، مكتوبة بحروف صينية ومعلقة في الشوارع، وتظهر في نوافذ العرض بهذه المتاجر أحدث صيحات الموضة ومنتجات عصرية تحمل شعار أرقى الماركات العالمية، وفي الاتجاه الآخر يجد السياح متاجر الإلكترونيات وما تقدمه من هواتف ذكية، وأجهزة كمبيوتر، وحواسيب لوحية، وكاميرات متطورة.مساوماتتعتبر هونج كونج مقصد السياح الذين يرغبون في المساومات والتفاوض حول أسعار المنتجات، وتقول المرشدة السياحية وينغ لاو إنه عندما يدفع السائح السعر المطلوب بدون مساومة، فلا يلومن إلا نفسه، لأن التجار يرفعون أسعارهم بطريقة مبالغ فيها، فغذا لم ينتبه السائح إلى ذلك فإنه سيدفع سعراً مبالغاً فيه، وربما يجد نفس السلعة في المتجر المجاور بنصف السعر أو أقل. تستقبل 30 مليون سائحوقالت ماندي سوه مديرة التسويق بفندق Icon إن التسوق يعتبر جزءاً من ثقافتنا، فبعد انتهاء العمل يتنزه كثير من سكان المنطقة الإدارية الخاصة بين المتاجر، وتلتقط المرشدة السياحية وينغ لاو طرف الحديث، وتقول إنه يتم استغلال بعض العطلات كذريعة للذهاب إلى التسوق مرة أخرى، مبينة أنه بسبب وفرة عروض التسوق في هونج كونج، فإنها تستقبل سنوياً ما يزيد على 30 مليون سائح من جميع انحاء العالم. المباني الشاهقة تثير هونج كونج إعجاب السياح من جميع أنحاء العالم، ولا يرجع ذلك إلى كثرة المتاجر أو أماكن الراحة والاسترخاء المنتشرة بها فحسب، بل أيضاً بفضل المباني الشاهقة التي تعج بها؛ لأن الطبيعة الجبلية الوعرة دفعت السكان للتوسع الرأسي في البناء، لدرجة أن المباني التي ترتفع لنحو 12 طابقاً، تبدو صغيرة جداً.وأوضحت وينغ أن مركز المؤتمرات الدولي يعتبر أكبر مبنى في هونج كونج، حيث يرتفع المبنى ذو الواجهة الزجاجية نحو 484 متراً في السماء ويتكون من 108 طوابق، ويتمتع السياح بإطلالة رائعة على هونج كونج من منصة المراقبة sky100 الموجودة في الطابق 100.ليل ساحر وتمتد منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة على مساحة تزيد على 1100 كيلومتر مربع، موزعة على أكثر من 260 جزيرة، ويعيش معظم سكان هونج كونج البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة في منطقة كولون وجزيرة هونج كونج، وتأسر هذه المنطقة ألباب السياح، وخاصة أثناء الليل، حيث تعكس صورة المدينة على المياه بشكل مثير للإعجاب، لدرجة أن مدينة نيويورك الأمريكية تبدو بمثابة قرية صغيرة إلى جانب هونج كونج.إطلالة رائعة وتوفر قمة جبل فيكتوريا الذي يبلغ ارتفاعه 552 متراً إطلالة بانورامية على جزيرة هونج كونج، ويتمكن السياح من الصعود إلى قمة هذا الجبل عن طريق خط سكة حديد قديم، حيث يصعد الترام الأحمر إلى قمة الجبل ببطء منذ 1888 بزاوية صعود تبلغ 45 درجة، ويزهو هذا المكان البديع، الذي كان يسكنه في السابق المستعمرون الأثرياء، بأعداد غفيرة من السياح من جميع أنحاء العالم، للاستمتاع بإطلالة رائعة على جزيرة هونج كونج، حيث تظهر الأخاديد الخلابة، وناطحات السحاب، والتلال الخضراء المطلة على ميناء فيكتوريا. سهولة التجول وعلى الرغم من اتساع مساحة هونج كونج، إلا أن السياح يمكنهم التجول فيها بكل سهولة ويسر، حيث لا توجد أي حواجز لغوية تقريباً؛ لأن جميع سكان هونج كونج يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، ودائماً ما تكون اللافتات، واللوحات الإرشادية في الشوارع والطرقات مكتوبة بلغتين، علاوة على امتلاك هونج كونج لشبكة واسعة من المواصلات العامة، حيث يتوافر أمام السياح إمكانية الاختيار ما بين مترو الأنفاق، والحافلات، والقطارات، وعربات الترام الضيقة، التي يُطلق عليها اسم "دينج دينج" بسبب أجراس الإنذار، إضافة إلى العبَّارات، وسيارات الأجرة.6 آلاف مطعم كما تستقطب هونج كونج الذواقة من جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى وجود نحو ستة آلاف مطعم في المدينة، ويحتل المطبخ الغربي أهمية كبيرة في هونج كونج، وتقول المرشدة السياحية وينغ إن الفنادق الراقية تشتمل على أفضل المطاعم في المدينة، كما توجد بعض المطاعم الجيدة في مراكز التسوق الكبيرة، كما ينبغي على السياح في هونج كونج تجريب بعض الأصناف الصينية، وتؤكد المرشدة السياحية على ذلك بقولها إنه يجدر بالسياح تناول صنف ديم سوم على الأقل، وهي عبارة عن مخبوزات محشوة بمختلف الأصناف، كاللحوم، والأسماك وكذلك السكريات، مضيفة أن كل مطعم طور مجموعة خاصة به من الأصناف والمأكولات اللذيذة.