هل يعاني متابعو مواقع التواصل من هوس " التلصص" ؟
  • Posted on

هل يعاني متابعو مواقع التواصل من هوس " التلصص" ؟

مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "تويتر" و"فيسبوك"، وتحولها إلى جزء من الحياة اليومية التي يتشارك عبرها الأفراد بكافة تفاصيل حياتهم وصورهم والمواقف المختلفة التي تجمعهم، تصاعد هوس التلصص على الآخرين بصورة لافتة، ما جعلنا نتساءل هل هذا الهوس مرض نفسي أم مجرد فضول زائد؟عارية أمام الناسفي البداية تقول بدرية طه من القاهرة: "مشاركة الصور مع أصدقائي الذين تجمعني بهم علاقات حب ومودة متبادلة أمر عادي بالنسبة لي، أما نشر تفاصيل عن حياتي الشخصية كعلاقتي بحماتي أو زوجي أو ما شابه فهذا أمر لا أفضله لأنه يجعلني أشعر وكأني عارية أمام الجميع". غير قابل للنشرأما شيماء همام فتقول: "أرفض استخدام "فيسبوك" في نشر معلومات عني وعن أبنائي ولكن للأسف هذا الموضوع انتشر جداً وله أضرار ومساوئ كبيرة فليست كل الأشياء قابلة للنشر". شيء غريبمن جهتها، لا تستغرب سارة عواد من نشر صور على "فيسبوك" ولكن ما تستغربه بشدة هو ما تقوم به بعض البنات من كتابة بعض الرسائل أو التدوينات ثم تقول إنها مقصودة كناية لشخص معين. اسم مستعارأما لميس المنياوي فتقول: "أضع اسماً مستعاراً على حسابي بـ"فيسبوك"، ولا أضيف أي صور خاصة لي نظراً لخطورة هذا الأمر فقد يساء استخدام هذه الصور، ما يؤثر بالسلب في الأسرة كلها". أتحكم فيمن يتابعنيكما ترى أماني عبدالوهاب أن "نشر الصور أمر عادي ما دامت لا تحمل أي مخالفة شرعية، حتى لو كل الأصدقاء عندي بنات، إضافة إلى أني ضد أن يكون عندي أصدقاء من الرجال، ولابد أن تكون لدي القدرة على التحكم فيمن يتابع أخباري ويشاهد صوري، وفي الأول والآخر أراعي فيما أنشره أنه قد يكون متاحاً للجميع دون أن يشعرني بأي حرج أو خطر". مرض التلصصيوضح دكتور أحمد عبدالله أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق أن هناك عرضاً نفسياً يعرف باسم "التلصص" يسعى صاحبه إلى تتبع عورات الآخرين فهو يحرص ـ على سبيل المثال ـ على امتلاك نظارة معظمة للأشياء، يتتبع بها خصوصيات الآخرين ويراقبهم فهو لديه فضول دائم لاستكشاف دواخلهم".ويتابع دكتور عبدالله قائلاً: "بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" أصبحت فكرة الخصوصية في حد ذاتها محل نظر لأن كثيراً من المعلومات التي تخص مستخدمي هذه المواقع أصبحت متاحة أمام إدارة هذه الشبكات وأمام المستخدمين الآخرين".اجتياح السيلفيوأضاف أستاذ الطب النفسي أن الناس أصبحت تعيش من أجل أن تشارك تفاصيل حياتها عبر "فيسبوك"، حيث تجد الشباب والفتيات يلتقطون الصور ومقاطع الفيديو في المنزل أو في المول أو في النادي أو في المدارس والجامعات لينشروها عبر صفحاتهم بصورة مبالغ فيها، لافتاً إلى ظاهرة خطيرة رصدها بنفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي اضطراب "التعري" الذي يصيب بعض الأشخاص، حيث يسعى صاحبه إلى نشر صور ومقاطع غير لائقة له لرصد ردود أفعال الآخرين.كما أوضح دكتور عبدالله أن هذا الاضطراب يدفع الشخص لعمل حساب عام على مواقع التواصل الاجتماعي يجمع الأصدقاء والأقارب ويحترم عبر هذا الحساب عادات وقيم المجتمع المحافظ الذي يعيش فيه، ولكن على الجانب الآخر يقوم بعمل حساب آخر سري باسم مستعار "للمزاج" يمارس عبره اضطرابه بـ"التعري" وأفكاره الشاذة، مؤكداً أن وسائل الاتصال الحديثة حفزت ظهور مثل هذه الاضطرابات وأوجدت الاستعداد لما وصفه بـ "التكشف أمام الآخرين". مخاطر اجتماعيةوحذر دكتور عبدالله من مخاطر هذه الممارسات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها السلبي في الأسرة، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي تعجز فيه الزوجة على سبيل المثال عن التحدث مع زوجها عن رغباتها نجد أنها قد تتحدث مع رجال آخرين عبر "فيسبوك" عن أدق تفاصيل حياتها. والأمر نفسه بالنسبة إلى الرجل الصامت طوال الوقت مع زوجته ولكن نجده يقيم العلاقات والصداقات عبر "فيسبوك"، وقد يصل الأمر إلى إقامة علاقات ولقاءات غير مشروعة.ودعا دكتور أحمد عبدالله إلى ضرورة إيجاد حوار مجتمعي عن الأوضاع والمستجدات الجديدة التي تشهدها المجتمعات مع تطور وسائل الاتصال فلا يعقل أن يتصدر الجدل حول فرضية نقاب المرأة مثلاً في الوقت الذي تحدث فيه هذه الممارسات الخاطئة عبر "فيسبوك" وغيرها والذي يدفع بعض الأشخاص إلى الظهور بشخصيتين الأولى ملتزمة بعادات وقيم المجتمع والأخرى سرية تمارس اضطراباتها وأمراضها مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك.