روتانا - دعاء رفعت
يتجه الطب العالمي، اليوم، إلى الفيتامينات الرئيسة، كطريقة جديدة للعلاج من بعض الأعراض المؤلمة، والوقاية من الأمراض أيضا، وتجري حاليا حملات عالمية للتوعية بأهمية تناول "فيتامين C"، الموجود في البرتقال، والفاكهة، والخضار، و"فيتامين D"، الذي ينتجه الجلد استجابة لضوء أشعة الشمس فوق البنفسجية، وهو فيتامين ضروري للعظام؛ ولكن هل سمعت من قبل عن فوائد لـ"فيتامين P"؟
ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى، في ثلاثينات القرن العشرين، كوصف لمجموعة من المركبات التي توفر الصبغة للنباتات وهي: (Flavonoids، Fluoxetine، Paroxetine، Prolintane)، التي تعد من المركبات ذات الفوائد الصحية الكبيرة، لكننا سنتحدث في السطور التالية عن أحدها فقط وهو مركب الـ"فلافونات" (flavonoids).
ما هو مركب "فلافونات"؟!
حدد العلماء ما بين 4 إلى 6 آلاف نوع مختلف من مركبات "فلافونات"، نحن الآن نعرف أنها مسؤولة عن العديد من نكهات وروائح وألوان الفواكه والخضروات، كما أن لها فوائد كالحماية من الفطريات والآفات والبكتيريا.
و"فلافونات" مجموعة من المواد النباتية، ذات اللون الأصفر، تنتمي إلى تصنيف "فلافونويد"، ومنها ما يذوب في الماء، وهي مركبات تنتمي إلى المغذيات الصغرى، وتوجد في الحبوب والأعشاب، وتبلغ كميات التي يحتاجها الجسم منها بين 20-50 مليغرام في اليوم، كما زاد في السنوات الأخيرة اهتمام البحث الطبي بـ"فلافونات"، نظرا لفوائدها في الوقاية والعلاج من مرض السكري، وتخلخل العظام وبعض أنواع السرطان.
[readmore post_link="https://rotana.net/4-%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A3%D9%87%D9%85/" ]
وأيضا تنتج الـ"فلافونات"، الكولاجين البروتيني، الذي يوفر البنية للأوعية الدموية والعضلات والجلد، كما يساعد الجسم على التعامل مع بعض الدوافع الرئيسة للمرض، بما في ذلك الالتهابات والأكسدة، وهي عملية طبيعية يمكن من خلالها أن تتعرض خلايا الجسم إلى التلف أو التشوه، وهذا يعني أنه يمكنها المساعدة في الحماية من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب.
من أين يمكنك الحصول على الجرعة اليومية اللازمة للجسم؟
الفواكه الحمضية لدرء السكتة الدماغية
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا طعاما غنيا بالفاكهة والعصائر، التي تعد مصدرا رئيسا لمركبات "فلافونات"، كانت لديهم مخاطر أقل بنسبة 31%، من السكتة الدماغية، مقارنة بمن تناولوا القليل من الفاكهة.
وأظهرت دراسة حديثة، شاركت بها 700 ألف امرأة، نتائج مماثلة مع تلك التي تستهلك أعلى كميات من "فلافونات" التي تقلل مخاطر حدوث السكتة الدماغية المفاجئة، بنسبة 19%، التي تحدث يسبب ضيق الأوعية الدموية في الدماغ.
وترتبط الـ"فلافونات" أيضا، بتحسين دور الدم، وخفض ضغطه، وأيضا خفض مستويات الكوليسترول، حيث يعتقد أن لها تأثيرًا وقائيًا على جدران الأوعية الدموية مما يحسن من مرونتها، على الرغم من أن الآلية الدقيقة غير معروفة.
وتقول إحدى النظريات أن الـ"فلافونات" تزيد بشكل غير مباشر من مستويات أكسيد النيتريك، وهي المادة الكيميائية التي تريح وتوسع الشرايين.
الشاي والكاكاو للقلب والدماغ
وقال الباحثون إن تناول كوبين من الشاي يوميا، يمكن أن يساعد في تحسين صحة القلب، ووجدت دراسة تايوانية أن الأشخاص الذين تناولوا 450 ملل، من الشاي الأسود أو الأخضر يوميا، لمدة عام على الأقل، كانت لديهم صلابة شريانية أقل، مقارنة مع أولئك الذين شربوا كمية أقل من الشاي.
ويعود السبب إلى أن الشرايين الأكثر مرونة تستجيب بشكل أفضل للضغوط الجسدية والعاطفية اليومية، التي تتطلب من الشرايين ضخ المزيد من الدم بشكل مؤقت، وإذا كانت الشرايين قاسية وغير مرنة، فيمكن أن يرتفع ضغط الدم، ويضر بها ضررا كبيرا، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو حتى الخرف.
[readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84-%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%B6%D8%AE%D9%85-%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D9%84%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%85/" ]
المركبات الرئيسة في هذه الحالة، هي فئة من الـ"فلافونات"، تعرف باسم "فلافانول" يحتوي الشاي عليها، وهي مثل الـ"فلافونات"، فمن المحتمل أنها تزيد من مستويات أكسيد النيتريك، وهذا بدوره يحسن من قدرة الأوعية الدموية على التمدد والتقلص، كما توجد في "الكاكاو" أيضا.
ووجد الباحثون الإيطاليون الذين أجروا تجارب على تأثيرات "فلافان الكاكاو" في 90 شخصًا أصحاء، أن الجرعات المتوسطة إلى العالية أدت إلى تحسينات مهمة في الاختبارات، التي ارتكزت على الانتباه والذاكرة، من الأطعمة الأخرى الغنية بهذا الفيتامين التوت والكرز والنبيذ الأحمر والتفاح والكمثرى والفاصوليا والفول السوداني.
الخضار الأرغواني لصحة أفضل
يرجع اللون الأزرق والأحمر للأطعمة مثل التوت والفراولة والخوخ والعنب والباذنجان والملفوف الأحمر، إلى وجود نوع من الـ"فلافانول"، يسمى الـ"أنثوسيانين"، وأثبتت الدراسات أنها تعد مضادات للالتهابات والأكسدة.
ووجد الباحثون، أن النساء ذوات أعلى مدخول من الـ"أنثوسيانين"، انخفض لديهن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 8%، مقارنة مع أولئك الذين تناولوا أقل كمية منه، كما أن هناك أدلة متزايدة على أن لهذا المركب له آثار مضادة لمرض السكر.
أكل البصل لمكافحة الحساسية
يعد كل من البروكلي، الزنجبيل، الهليون، الخضر الورقية، والأهم من ذلك "البصل" مصدر لـ"فلافونويد" يسمى "كيرسيتين"، حيث تبين أن لها تأثيرات مضادة للالتهاب والحساسية في الدراسات المختبرية.
[readmore post_link="https://rotana.net/%D9%87%D8%B1%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8-%D9%81%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AC%D8%B3%D9%85-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D9%84/" ]
في دراسة أجريت عام 2009، في جامعة أوساكا في اليابان، كانت مكملات الـ"كيرسيتين" فعالة في تخفيف الحكة المصاحبة لحساسية حبوب اللقاح، لكن الجرعة كانت تعادل تناول أكثر من بصلين كبيرين في اليوم، فيما يعادل 150مجم.
[more_vid id="RuKnhsZaiXmGSOMR7YK8WQ" title="طبيب شجاع يدير مستشفى في أخطر الأماكن على الأرض لإنقاذ آلاف المرضى" autoplay="1"]