تمر السنوات، وينقلب الكون رأسا على عقب، ويتطور العالم، ليصبح كل ما ظنناه خيالا علميا مستحيلا في الماضي، واقعا بسيطا نتعايش معه كأن العالم لم يستقم بدونه من قبل، إلا أن شيئا واحدا لم يتغير وهي المشاعر الإنسانية، وعلى رأسها "الحب"، حيث سيظل موجودا ما بقي الإنسان على الأرض، ولكن ربما تتطور طرق التعبير عنه وممارسته من عصر لآخر ومنها الرومانسية .
وينتظر العالم حاليا عيد الحب، لينتهز كل منّا تلك الفرصة، ويعبر عما بداخله لأحبائه، وربما ننتهز نحن أيضا الفرصة لنستعرض كيف تطورت الرومانسية والمشاعر عبر العصور، في عيون السينما العربية، من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب حتى نجم الجيل تامر حسني.
رومانسية الثلاثينات
يحيا الحب
فيلم "يحيا الحب" من إنتاج عام 1938، ويعكس صراع الحب في هذه الفترة، بين فتاة ثرية من عائلة عريقة تريد الزواج من شاب ليس له أصل معروف، حتى وإن كان يعمل في مهنة جيدة توفر لهما حياة كريمة، وهذا هو محور الصراع في فيلم يحيا الحب، حيث يحب "محمد" الذي يعمل موظف في البنك، نادية ذات الأصول العريقة، مما يحول دون زواجهما.
اقرأ أيضا: من أبطال “سهر الليالي” للمقبلين على الزواج: 10 نصائح “خارج الكادر”
رومانسية الستينات
نهر الحب
مازال الصراع قائما بين فئة الأغنياء من ذوي السلطة وبين فئات الشعب الأخرى، فمن يملك السلطة والمال تنفتح له جميع الأبواب المغلقة، حتى وإن كان رجلا في الخمسين يريد الزواج من فتاة عشرينية، ليضعها في سجن ذهبي خالٍ من أي مشاعر، وعندما يظهر الحب في حياتها تعيش بسببه في عذاب خلفه شعورها بالذنب والحرمان معا، بل ويتسبب في نهايتها.
[vod_video id="QYCrZDkysXhvJWCEtF0Q" autoplay="1"]
الباب المفتوح
مزيج بين الحرية والحب، قلما نجده في علاقة حب رومانسية، صورته الكاتبة لطيفة الزيات، وجسده كل من صالح سليم وفاتن حمامة، ليهدم أسطورة حب امتلاك الحبيب لحبيبته والسيطرة عليها، وإنما نجد أن الحبيب يدفع بحبيبته لتتخلص من قيودها، ليس من أجله بل من أجل نفسها، ليصبح لها كيانها المستقل، الذي لا يفنى في أي كيان آخر.
[vod_video id="kyi616N5hRYfnVjoMsJV1Q" autoplay="0"]
أغلى من حياتي
يقدم الفيلم أروع صورة للتضحية في الحب، ربما إذا شهدناه في عصرنا الحالي سننظر له بشيء من المبالغة، لكنه بلا شك كان يتناسب مع العصر الذي يستهدفه، فإذا أردت أن تشاهد رومانسية أبدية خالدة فلا تفوت قصة النداء الرومانسي الأشهر في تاريخ السينما "أحمد ومنى".
[vod_video id="7bhAPNfCFxYlnFex7sg" autoplay="0"]
أقرأ أيضا: 5 أبراج لا تعرف الرومانسية.. بينهم “الزوج المثالي”
أفلام السبعينات
الخيط الرفيع
ربما نموذج منى المضحي في الستينات لم يتوافق مع تضحية منى بنت السبعينات، وبطلة الخيط الرفيع، فهنا الحبيب انتهازي يعميه طموحه عن أي شيء آخر، فتقوم منى بإمداده بكل ما يساعده، وتضحي بكل حقوقها في هذه العلاقة، لكن عادل ليس أحمد، فلم يقدر كل هذا، ودمر هذه القصة بعدما وصل للمكانة الاجتماعية التي يريدها.
[vod_video id="wo9LFDoWxiwupE5PIrJJqg" autoplay="0"]
البحث عن فضيحة
ظهرت الرومانسية الكوميدية، التي تدور حول سامي ذلك الشاب الذي يعجب بحنان، ويحدث له الكثير من المغامرات خلال محاولته لكسب قلبها، مما يعكس طبيعة الشباب في هذه الفترة، والذي أخرج الحب من طابعه الكلاسيكي لنمط الحياة اليومية.
[vod_video id="klvIB3Ujsm4eLNAXtZBrJg" autoplay="0"]
رومانسية الثمانينات
الحب فوق هضبة الهرم
هبطت الرومانسية في تلك الفترة من التحليق عاليا فوق السحاب إلى أرض الواقع، وأصبحت مقيدة بسبب ظروف المجتمع الصعب الذي يضغط على الحب حتى اختفى وراء مظاهر العنف الجسدي واللفظي، ومن وسط كل هذه الضغوط تخرج قصة حب علي ورجاء، لتجسد معاناتهما في الحصول على الحياة الطبيعية، ويحاولوا الوصول إلى حل يحمي حبهما من المجتمع الصعب.
اقرأ أيضا: 5 أفلام رومانسية تمنحك الدفء في الخريف.. لا تفوتهم مع كوب القهوة
حب في الزنزانة
استكمالا للرومانسية الواقعية، نجد قصة الحب الذي تولد خلف قضبان السجن، فالبطل يدخل نفسه السجن ككبش فداء لأحد تجار الأغذية الفاسدة، والذي يقنعه بتعويضه ماديا عن كل عام يقضيه بدلا منه في السجن، وخلال فترة السجن يقع في حب "فايزة"، ليشرعا معا في رحلة الانتقام من هذا التاجر الفاسد.
رومانسية التسعينات
سواق الهانم
يغير هذا الفيلم النظرة القديمة بين فئة الأغنياء وفئة الفقراء، وفي إطار درامي كوميدي، يستعرض الفيلم أن الأفضلية ليست العائلات والأصل الرفيع، وإنما لمن يملك الأخلاق والرجولة.
حنحب ونقب
هنا يختلط الحب بالمصلحة، فيصبح وسيلة للثراء السريع، حيث يحاول ثلاث شباب فقراء الزواج من سيدات أكبر منهم في السن، حتى يحصلوا على أموالهن، لكن لم تسير الأمور على ما يرام، فتحدث مشكلات تودي بهم للسجن، وعند الإفراج عنهم تكون في انتظارهم وصية من زوجة أحدهم لتغير مجرى الأمور.
رومانسية الألفينات
أفريكانو
بدأت في هذه الفترة تظهر الرومانسية الممزوجة بالأكشن، لتجاري الألفية الثالثة ووتيرتها السريعة، ويبحث خلالها المشاهد على المتعة والأحداث المثيرة بجانب جرعة من الرومانسية لا بأس بها.
عمر وسلمى
تدور أحداثه في إطار الرومانسية الكوميدية، ونرى فيه كيف تغير نمط الحياة في العلاقة الزوجية، واختلفت القيم وطريقة تربية الأبناء، التي أصبحت تميل لعلاقة الصداقة أكثر من علاقة الأبوية، واستطاع في جميع أجزائه أن يقدم تطور العلاقة بين عمر وسلمى منذ الحب مرورا بالزواج والإنجاب وحتى حدوث المشكلات التي أدت إلى الطلاق.
[vod_video id="Ng1qKfdxyhde3QfqStdDhw" autoplay="0"]
أنت عمري
بعد دمج الرومانسية والكوميديا والأكشن، لأنه لم يعد لها جمهورا كبيرا، وخاصة من فئة الشباب، وجدناها تعود من جديد بقوة في مجموعة من الأفلام الرائعة، مثل أنت عمري، الذي يقدم مثالا للتضحية والصراع بين علاقة حب تظهر في وسط المرض والإحباط، وبين علاقة زواج يجب الحفاظ عليها، ليقدمها لنا بنعومة فائقة هاني سلامة ونيللي كريم ومنة شلبي.
[vod_video id="at84aPvpUc3sz5VsroQag" autoplay="0"]
شقة مصر الجديدة
تأخذك أحداث الفيلم بعيدا عن صخب الواقع بأحداثه التي لا تهدأ، حيث قدم المخرج العبقري محمد خان، رومانسية رقيقة بين بطلين، ربما كان من النادر أن يلتقيا في الواقع، لكن البحث عن الحب قد يأخذنا إلى عوالم بعيدة، ويجعلنا نقتفي أثر الحب من حولنا، ويأتي كل هذا مغلفا بصوت الحب ليلى مراد.
[vod_video id="HmQLVR2CAeYVF4RKbyChA" autoplay="0"]
ولد وبنت
الحب الأول عندما يتملك منا ربما لا نستطيع نسيانه ما حيينا، هذا ما حدث مع سامح وشهد، علاقة الحب التي ولدت في الطفولة، واستمرت حتى نهاية العمر، فبعد كل ما حدث لهما في الحياة من مشكلات وبعد وإحباط، تجمعهما الحياة مرة أخرى كما جمعتهما من قبل ليرويا لنا قصة ولد وبنت.